Saturday, March 31, 2012

عن زينهم السماحى..الموهوب الذى لن تتذكر اسمه


لن تذكر اسمه.
لذا،ستنعيه الصحف ،ومواليد الثمانينات على تويتر هكذا:مات زينهم السماحى.
سيبحثون عنه فى ويكبيديا،سيحاولون اكتشاف نصف معلومة على جوجل:فيكتشفون ان المحتوى الافتراضى الذى يسع كل شىء بدءا من طريقة تحضير البطاطس إلى صناعة قنبلة لتفجير مدينة لا يحتوى الا على جمل قليلة عنه: اسمه السيد حلمى عبدالكريم ، مولود بالأسكندريه ، عمل أستاذا بكلية الزراعة ، جامعه القاهرة ، كما حصل على دراسات فى الإخراج والسيناريو ، لمع أسمه فى التلفزيون من خلال مسلسلات " ليالي الحلميه " جمهوريه زفتى " ، " زيزنيا " ، " التوأم " ، كما حصل على بكالوريوس المعهد العالى للسينما عام 1974 ، كان فى أحسن حالاته فى دوره فيلم " المهاجر " .
سنكتشف فجأة،انه منحوت فى الذاكرة،لا كممثل لكن كفرد من العائلة.
البلطجى،صاحب القهوة فى ليالى الحلمية:الذى يكتشف فى استشهاد أخيه أن مصر وطنا يصلح للقتال من أجله،لا القتال على لقمة عيش عابرة فى هواءه.
لن يكسره شىء،كل الكوارث فى حياته ستتحول إلى طاقة تجعله أكثر قوة:سجنه على يد سليم البدرى،استغفال العمدة سليمان غانم له،استشهاد أخيه،سماسم العالم التى لم تتغير أخلاقها..لن يكسره شىء،الا الوطن ..انكسار الوطن وحده هو الشىء الوحيد القادر على أن يزلزل الجبل،القوة،البطش:انكسار الحلم فى هزيمة يونيو 67،ليتحول من سلطان إلى مجذوب،ينطق بالحكمة ويخلطها مع الهراء والمشاهد القديمة كى لا يدرك قيمة ما يقوله الا من هو أهل لذلك.حتى الموت لن يأتيه الا باختياره،عندما يجبر نصر 73 كرامته الجريحة،لحظتها ولحظتها فقط،سيموت.
لن تذكر اسمه.
لأن التمثيل فى مصر:لم يصعد أبدا بممثليه العظماء إلى الصف الأول.
فريق التمثيل الحقيقى فى مصر:محمود المليجى،توفيق الدقن،عبد المنعم ابراهيم،سناء جميل،ومن بعدهم أجيال وأجيال..ستستهلكها الأدوار الرخيصة،ومسلسلات التليفزيون:لن يحظوا بفرص كثيرة ليكشفوا سرهم الدفين:أنه ببساطة يملكون الموهبة،التى لا يملكها النجم.
السيد حلمى عبد الكريم واحد من هؤلاء،لا أحد يعى سره.
لكن شاشة التليفزيون الصغيرة:تملك الكثير من الأفكار سابقة التعليب،كعلب التونة،سهلة الاستعمال،قابلة للفتح بسهولة،وقابلة للنسيان بسرعة أكبر.
السيد حلمى عبد الكريم:سيدركه يوسف شاهين فى فيلم المهاجر،ليحوله من بلطجى إلى حكيم:يملك المعرفة وسر التحنيط والزراعة،لنكتشف معه أنه هذا الوجه المنحوت كتمثال قديم،مصرى حتى النخاع،لن يبدو غريبا أو متطفلا على عالم يوسف شاهين:ستعود الحيوية إلى أداؤه،طريقة حركته،نطقه للحروف.
ستسأل وقتها:لم ضيعنا سيد حلمى عبد الكريم فى متاهة التليفزيون،لم لم نمنحه نصا أكثر قابلية للخلود والتألق.
ربما يظل زينهم السماحى،ودوره فى الراية البيضا استثنائين يؤكدان القاعدة.
فحالة أسامة أنور عكاشة..كانت استثناءا..ربما لأنه كان يملك مشروعا واضحا محددا،جعله أيضا يميل إلى تثبيت ممثليه،الذين كان من بينهم ذلك الجيل الموهوب والضائع،الذى لم يجد مناخا لتفريغ موهبته الا فى مونولوجات عكاشة الشكسبيرية:من هؤلاء سيد عزمى،فتوح أحمد،محمد متولى،انعام سالوسة...وآخرين.
رحل زينهم السماحى،دون تكريم ملائم لموهبته،وسيرحل آخرين كذلك،سيمضون بيننا طويلا دون أن نشعر بأنهم كانوا منحوتين فى الذاكرة بتلك القوة،ليصدمنا الموت،انهم بلا محتوى كبير على جوجل سوى أنه رحل عن دنيانا،بينما يذكر أحدهم معلومة هنا أو هناك عن أنه كان أحد الناشطين البارزين فى حزب التجمع.
الموت،لا يكرم من رحلوا،لكنه يفضح من بقوا.

 نشر على بوابة المصرى اليوم



Thursday, March 15, 2012

رقصة اللوز


تخيل
 ان الحياه قالتلك .. خمس دقايق بس ..هشترى عقد الفل بتاع كل يوم .. وراجعة

 تخيل ..
 ان خمس دقايق فاتت ..عشره .. ساعه .. يوم .. شهر .. سنه .. ويمكن سنين والحياة مارجعتش
.. فابتديت تقلق !!
وسبت كل اللى فى ايديك .. من خفة وتقل و دم و طموح و أحزان هشة و نزلت تدور عليها .. وانت قلبك بيفط من القلق والجوع .
وفجأة ..
قبل ما توصل حتى اخر الشارع .. برق عدى فى دماغك .. وسابلك ورقة مطوية زى البخت اللى فى حمص السبوع .. كان مكتوب فيها"رقصة اللوز .. يا فرد يا جوز .. النصيب كرسى .. عشانك محجوز" ..
خمس دقايق بس .. كنت محتاجهم عشان تفكر ان الجملة فى منتهى السخف .. تخيل .. ان الخمس دقايق دول .. ما جوش ..
فابتدت جملة رقصة اللوز يبقالها سحر عجيب .. قدر ياخدك تحت باطه .. وينسيك حكاية الحياة .. اللى فى الغالب هربت .. ويا بياع الفل ..
الجميل فى الحكاية انك حسيت ساعتها ان ضهرك خفيف .. وانك خلصت من عركة الحسابات .. بس انت حقيقى مش عارف هى ايه رقصة اللوز .. جايز تكون أول شئ خسرته فى أول خطوة ليك ع الأرض .. بس انت دلوقتى حاسس انها مافارقتكش ابدا .. وانها أقرب من رجليك .. لرجليك .. بس هى غشاوة ملايين سنين ملكش ذنب فيها ..
حلو ..
يبقى انت دلوقتى عركتك مع اتنين .. أولهم : السنين .. عشان دايما بتكره الرقص .. وتانيهم : الحقيقة .. عشان دايما متيمة بحد غايب
.. فابتديت تقرا كتير عن جغرافيا الرقص .. وتاريخ كل خطوة كان بيحاول فيها الانسان يضحك على المغناطيس اللى فى الارض .. وابتديت تراقب خطوة كل حاجة .. البنات .. العواجيز
الطيور .. المجاذيب .. الحشرات .. و ورق الشجر .. العيال .. كل حاجه .. حتى الوز اللى فى سطوح جدتك .
شويه .. والايقاع كمان بدأت تلمحه ..دخول النفس وخروجه .. دقة القلب .. دبة الكعب العالى .. وشوشة القطر للطريق ..نقط المية.. تكة  عقرب الساعة وهو بيعض الوقت ..
حلو !!!
يبقى تانى اكتشاف ان لكل حى رقصته ..اللى لو عرفها .. هيعرف روحه .. جملة حلوة قوى .. ان لكل حى رقصته !! ..
 هيتهيألك ان دى الحكمة ذاتها .. لدرجه انك هتحس ان فيه ريش ابتدا يزهَر على كتافك .. دلوقتى .. انت وصلت لحكمة الرقصة .. بس موصلتش للرقصة .. رقصتك .. اللى قلت ان اسمها رقصة اللوز .. المسأله اتكعبلت خالص .. حاول تفك الخيوط اللى فاتت لوحدك .. عشان أنا زهقت من الكلام وما عدتش شايف ..

دلوقتى انت قدام طريقين .. يا تكمل جريك ورا الرقصة يا تكمل جريك ورا حكمه الرقصه .. مش هتفكر كتير .. هتنسى الرقصه وتختار الحكمة .. لأنها هتحسسك انك نبى صغير .. على كتفه جبل اسمه الايمان وعلى ضهره مربوط جوقة مؤمنين ..
يا نهااااااار .. دى الحكايه اتكعبلت فعلا .. بعد ما كانت رقصة اللوز هى اللى ليها سحر عجيب .. بقى كلامك عنها هو السحر ذاته .. قادر ياخد الناس تحت باطه .... وينسيهم حكاية الحياة .. اللى فى الغالب هربت منهم ويا بياع الفل ..
انت دلوقتى مش عارف .. ان كنت سعيد بحكايه النبوه دى ولا لأ .. بس اللى حاسه ان حركتك بطيئه .. وانك ابتديت تتعب ..فجأه .. هيبقى نفسك تقع من طولك .. وترتاح .. بس لا هتعرف .. ولا هترتاح .. لأن دلوقتى .. بقى فيه مخادع .. ومخدوعين .. وخدعة .. والتلاته مش هيلاقوا حاجه يعتذروا بيها لبعض .. غير ان اليقين هو اخر شئ ممكن نشتريه م العالم ..
المصيبه ان حتى فى دى .. هيتهيألكوا انها الحكمه ذاتها .. هتبيعوها
.. وتشتروا يافطه كبيره .. مكتوب فيها"يا حيااااااااه .. بغض النظر عن حكاية الكرامة .. ان كنتى زهقتى من بياع الفل .. ارجعى" ..
تخيل ..
ان الحياة فعلا كانت زهقت من بياع الفل .. وانها هترجع ..
تخيل ..
انك واعدتها عند محطه القطر .. فخلعت خرقة الزهاد ..وحلقت دقنك اللى طولت من الحكمه .. ولبست أجمل هدومك ونزلت تقابلها .. خمس دقايق بس وتوصـلَـها ..
تخيل .. ان الخمس دقايق دول .. ماجوش .. !! عشان برق عدى فى دماغك وسابلك ورقه مطويه كان مكتوب فيها"رقصه اللوز ..ممكن أصلا ماتكونش رقصه !!"
هتتسمر شويه فى مكانك وتموت على روحك م الضحك على كل الوقت اللى ضيعته ..


انت دلوقتى واقف على محطه القطر ..والحياه واقفه على الرصيف .. وانت واقف على الرصيف التانى .. هتبصوا لبعض بصه ..انتو الاتنين بس اللى فاهمينها .. و ببساطه شديده .. هتسيبها تهرب ويا شيال المحطه .. أما انت .... هتروح تدور على رقصة اللوز .. بس المره دى .. فى اتجاه تانى !!

من ديوان ديكورات بسيطة
2007


Monday, March 12, 2012

الشىء الذى يجعلنى حزينا


الشىء الذى يجعلنى حزينا، ليس أن الطبيب المجند بدرجة "فشيخ" فى قضية كشف العذرية،يملك حكما قضائيا بعذريته،بينما أكساس ومؤخرات الشعب اصبحت ملكية عامة لأصغر مجند بدرجة "فشيخ"،الشىء الذى يجعلنى حزينا هو أن البلاى ستاشن نسخة 2012 لا تعمل على اللاب توب لأسباب تجعل المرء يشك فى أهليته وأهله،أين ذهبت الحنكة؟ وماذا أفعل بعد أن اثبتت نسخة 2011 انها لعبة أطفال،مقارنة بتحديات العصر التى لا تنتهى،هل يتوقف العالم،بينما ابحث عن حلول قد اصل لها،بعد تجاوز العالم لتلك النسخة والتهيؤ لنسخة 2013،هل يتوقف الزمن؟ هل تقوم القيامة؟ لماذا يطلع ديك ابويا فى صمت مخز؟.
الشىء الذى يجعلنى حزينا،ليس ان دماء الشهداء،تحيا عند ربها وتقتل عندنا يوميا وتشوه كأنهم قتلة لا انبل ما خلقه الرب فى مصر الولادة والبلانة والماشطة والقوادة ،الشىء الذى يجعلنى حزينا أن شخصا كمحمد صبحى لازال يعظ،ويجد من يسوق لوجوده كبنى آدم عميق المغزى،نحيف الهيئة،أخلاقى النزعة،وكفنان متفرد فى عصره،وكأراجوز يخبىء الحكمة فى كمه مع السنيورة.
الشىء الذى يجعلنى حزينا،ليس أن قتلانا فى الجنة وأحياؤهم يفشخون ميتينا،الشىء الذى يجعلنى حزينا،أن هشام الجخ لازال هنا رابضا،يخبىء اتباعه ليوم لا رجعة فيه،يجهزون لغزوة قاسية سيذبحون فيها كل من رآه مجرد جخا،وردة إلى عصور الشاعر النصاب.
الشىء الذى يجعلنى حزينا،ليس تشليح مؤيدى أبو الفتوح وخالد على لبعضهم البعض،لتكتشف أن الكل السافل ولا باق سوى وجه الكريم،لكن الشىء الذى يجعلنى حزينا هو حقيقة أن الحملة الوحيدة التى نجحت منذ بدأت الثورة،هى تغيير غطا زبادو،لماذا لا يقدروا حقى فى أن أرى أن الزروطة هى أمر مبهج،كان يمثل لى شيئا حقيقيا،بغيابه سيصيبنى الحزن واقلع عن عن شراء زبادو.
الشىء الذى يجعلنى حزينا،ليس أنى تورطت فى قبول النصف ثورة،والنصف هدنة،وقررت أن الثورة الفوتوشوب أحلى من الطبيعة،لكن الشىء الذى يجعلنى حزينا هو لماذا حصروا المدخن فى أدوار الشر؟ بينما هو طيب كمحمود الجندى وكمال أبو رية،لم يروا طبيعته السمحة البراقة،التى تجعله يقتل نفسه يوميا بلطف،لا مولوتوف،لا عسكر ولا بلطجية،لا يمثل عبئا لا أحد،لن يخونه أحد بعد استشهاده،لن يجد من يشوه صورته الا على علب السجائر،مصابا بالشيخوخة أو تآكل الأطراف،هل يقولون اننا جذام؟،محض مرضى محتملين؟،محض شر؟أين الحقيقة يا شراميط؟هل بدلتم مكانها؟كنا نعلم أنكم كاذبون وأن الحقيقة ليست فى الكومودينو تحت السرير؟كيف تنامون وتأمنون وانتم تخدعون العالم باسم المدخنين الشرفاء،قتلى التوتر والأرق والخسائر.
الشىء الذى يجعلنى حزينا ليس أن الثورة لم تخترق النفوس،الشيء الذى يجعلنى حزينا أن كل خطوة فى حياتنا تحتاج إلى ثورة،فى العمل،فى الشارع،فى الميكروباص،ومن المعروف بداهة أن الثورات تقمع لصالح كل عسكر الحياة.

الشىء الذى يجعلنى حزينا ليس أننا ولاد وسخة،بلا دم أو نخوة ،لكن الشىء الذى يجعلنى حزينا اننا فعلا ولاد وسخة.
الشىء الذى يجعلنى حزينا ليس أنهم بعبصوا فى عقولنا وأعراضنا وبيحاصرونا عشان علقة الموت الأخيرة،الشىء الذى يجعلنى حزينا ان الفوتوشوب وصل إلى صورة مروى العارية؟أيهما اصدق؟ الجسد الفوتوشوب؟ أم الوجه الفوتوشوب؟.

أين ذهب الحزن الشفيف،العفيف،ابن الناس اللى ما بقالوش جلال يا جدع،أكلته القطة وبعدين شخته#عبوكوا عبوهم عبونا كلنا.

Wednesday, March 7, 2012

ألم أقص الحكاية بعد؟

إلى ابنى مازن
يامازن
 طبعا  هناك حكايات لا أعرفها.كنت أقص الحكايات قبل أن تولد،بعضها طفولى وساذج(تناسبك إذن)وبعضها يدعى العمق لكنه يظل طفولى وساذج لكن (لا أعلم إن كان سيناسبك).)
لكن قص الحكايات،مهارة ليست دائما فى اليد،فهى أحيانا غزيرة كالمطر وأحيانا شحيحة كال..(كنت سأقول كالعدل ولكنه كيتش يصلح لملاك متقاعد..ولا يصلح لأب يهذى..دعنا نقول "أنها تكون أحيانا شحيحة كال..خخخخخخ)..شحيحة وكفى.
لكن ثمة حكاية،دائما هناك واحدة،تتفرع منها الحكايات.
لكن علينا أن نجدها أولا لنغرق الدنيا بالحكايات.
تقول الأسطورة أن من يملك حكاية ولا يقصها على الآخرين،يظل معذبا بها كذنب،تطارده كلعنة،وتحيل حياته إلى قطعة من الجحيم.
لذا حياتى فى جحيم،فانا املك حكاية،تلك التى تتفرع منها الحكايات،لكن ما ان ابدأ فى قصها حتى يهزمنى النسيان والكسل وشواغل الدنيا.
انا احبك،ولا أكره الاستطراد.
لو كبرت وغويت الكتابة،سيخبرونك أن عليك ألا تستطرد،أن تحذف الجمل الهائشة،وأن تقص الأغصان الميتة،فيما تكتب..لكن غالبا أنا انظر لذلك بسخرية،واشخر،فغالبا قوانين الزمن اقوى من قداسة من يعلموننا الكتابة،ما يرفض اليوم،يصير هو القاعدة غدا،والأشياء التى تتحول إلى قاعدة،لا أملك حيالها سوى حل واحد :الطرطرة.

الحكاية تحب الاستطراد،الرغى الزائد،تعشق الزبد الساقط من فم مجنون،الهذيان
أمك تكره الألفاظ البذيئة،لكنى سأعلمك إياها،يعلم الله أن تلك الشخرات والأحات واللعن بالميتين،قد أعانتنى على الحياة،وغضبى المكتوم تجاهها.
ليس بامكانى قتل الحنش الذى يعتصر الحياة،لكنى فى حياة سابقة كنت املك قوى بلا حصر تخضع الممالك ولا تقتل النمل،كنت سوبر مان قادم من كوكب كريبتون،لكن كان على أن اسلم قواى الخارقة كقربان،لأنجبك.
لكنى لست بغاضب،أبدا.
ألم أقص الحكاية بعد؟:ثمة رجل شفاف وأبيض،مطرز بالياسمين،معبىء بالصفاء
إذا كبرت ورأيت هذا الرجل،اقطع رأسه،ابصق عليه،اجعله عبرة للعالمين،
انه محض هراء،يمكنك تعليبه كالتونة،يمكنك طهيه،اثناءه عن كل شىء،وارغامه على الانحناء.
انه كابوس متحرك على عجل،لا يرى أحد أن الجذام يحيطه،ويأكل روحه،بعد أن يعلقها من عرقوبها.
لى أحلام بالطبع،مؤجلة.
لذا قبل ولادتك كنت أجد اللذة فى محلات الكشرى..فالأكلات السريعة تناسبنى..
كنت اقول:لو قامت القيامة غدا سأشخر،قائمة أحلامى لم ينفذ منها بندها الأهم..اصطياد صورة للعالم من فوق فوهة بركان.
فالوقت ضيق والعالم يقترب من تدمير ذاته.
كنت مغرورا وأحمق،عندما فعلت هذا..ولم انتبه للكرش المتصاعد.

ألم اقص الحكاية بعد؟

العالم فى الأغلب،عنصرى وتافه،فلا تأخذ شيئا على محمل الجد

Tuesday, March 6, 2012

نحن لا نزرع التونة:هلاوس"الوضع" المؤسسى..أو أنا كعاطف انبسطت



خارج النسق،هناك سرب من الطيور،سرب من الحقائق،سرب من المخبرين.
الحكمة،تأتى الانسان هكذا:وهو مستلق على الأرض ينظر إلى السقف ويهرش فى بيضانه،ويحاول أن يفهم لماذا صممت أسقف البيوت مسطحة،لماذا ليست بيضاوية كالأرض،مثلا؟،وما أن تباغته آلام الظهر،حتى يقرر أن يوقف هذا الهراء الذى ينبت فى دماغه،ويخرج ليدخن سيجارة فى البلكونة،ليبدأ فى عد السيارات،ليدرك بالهام مباغت إن :الدنيا ساقعة.
المؤسسة هى العالم.ومعيار الخير والشر هو "الوضع" المؤسسى.هل أنت داخل "الوضع"؟،هل تسير على "الوضع"؟ لماذا تخرج عن "الوضع"؟،مرن مؤخرتك على "الوضع"؟.
بوابات الجحيم،تغلق يوم الجمعة لانشغال بوابها بالنوم،لا فرق يجده بين الأحلام والكوابيس،لأنها تبدأ فى ركل مؤخرته،وتضغط على بيضانه وتلومه :إنت ..أيوه انت..الأسبوع الماضى لم تشعر "باللذة" خلال "الوضع" المؤسسى..يصرخ:بل شعرت وانبسطت..فترد:ليس بالشكل الكافى..نياهاهاها.
خارج النسق،هناك سرب من الطيور،سرب من الحقائق،وسرب من الكائنات الفضائية التى لا تمل من الاتيان "بالأوضاع" المؤسسية لحفظ العدل،والتأكد من أننا نأكل علب التونة بانتظام.
كشأن الكتب المقدسة،لا يوجد منها سوى اصدار واحد يعاد استنساخه،ثمة كتاب مقدس،تعمل منه "المؤسسات" مدفون فى باطن الأرض فى حراسة نملة عاقر(لا أحد يحاول فك هذا العمل)،لكن كشأن الكتب المقدسة،هناك الملايين من الكتب المطروحة لتفسير وتبرير"الوضع" المؤسسى،كلها تهدف أن  تؤدى القسم الخالد :أنا كعاطف انبسطت.
لماذا تحملنا البيوت بأسقف مسطحة؟تأتيك الاجابة وانت نصف مستيقظ ونصف نائم فى الميكروباص:كى يسير العالقون فى البيوت بسلاسة،لأن البيضة المقعرة فى الأسفل ستكون محدبة فى الأعلى،وهو ما لن يفيد أحدا،و لن يأكل العالم علب التونة بانتظام،وسيتدحرج السادة بشكل مضحك.

"الوضع" المؤسسى،لحماية آكلى التونة،من شر هلاوس المتمردين على "الوضع".متمردين؟.."الوضع " المؤسسى كالقدر،كلما حاولت الافلات،كلما تورطت مؤخرتك أكثر.
لكل حى سجانه،ولكل  زنزانة،عشاقها.
خارج النسق،سرب من الطيور،وقاتل مأجور،وأشخاص يأكلهم القلق لأن اصبعك يشير إلى السقف.
المؤسسات هى العالم:الأسرة،الدين،المدرسة،الجامعة،الجيش،العمل،الزواج،الانجاب،طلوع الميتين..المؤسسة جسر بين الميلاد والموت.
تناور،تحاور،تبكى،تفلفص،تعود،تصير سجانا على عشاق،وعاشقا بين يدى سجان،تحافظ على تسطيح السقف،وتتمنى سرا أن يصير بيضاويا،لنتدحرج معا،وعندما يظبطك أحدهم وأنت تحاول أن تعدل من وضع السقف  تصرخ:نحن لا نزرع التونة،بينما فى الواقع عليك أن تجد حلا لشخراتك الطويلة المؤجلة.




Saturday, March 3, 2012

لماذا يجب أن نقتل محمد منير ونغنى مع الألتراس :شمس الحرية


لأن الأجيال  القديمة تخون نفسها،تقتل ما ورائها،ولا تنظر لما أمامها.لأن الكينج يدفن رحلته باعلان،يقايض اسطورته باشتغالة جديدة..من يدفع أكثر؟اتصالات أم فودافون؟..القوة ليست بين يدى منير،والدنيا لسه فيها أكتر لكن قطعا ليست مع اتصالات.
لأن الكل زائل ولا شىء باق سوى نحن،اللحظة الحاضرة،بقوتها نحو المستقبل،وتحررها من ماض بخيال مريض.
لأنه لم يعد يغنى بنفس البراءة،والفرح القديم،بينما تستشهد أجيال ببراءة وفرح،يناسب مقاطع اليوتيوب المدهشة لمنير ومنيب والدف،فى نهاية السبعينات،هم يلضمون اسمائهم فى عقد الفل والياسمين،بينما يبحث منير فى دايرة الرحلة عن الثمن،الأجيال الصغيرة،هى التى منحتهم الخلود فى مقاطع،من صححت الصوت واللون،وانقذت الذاكرة من النسيان.




سنمنح الحب حتما،ولو بالقصر.سيغنى لنا الفلول أغانى الانتصار،سيرحبون بنا فى بيوتهم كأصحاب مكان لا كضيوف نمنع الحليب عن ضرع البقرة.سنمنح الحب حتما،والانتصار،سيقسم الاخوان بالرب أن قتلانا شهداء،وربما ينزل المسيح فى آخر الزمان ليرسم معنا على الحوائط:يسقط يسقط حكم العسكر،ربما ينتبه ملاك،فيمنحنا القيامة فى مشاهد جرافيتى،وسيصلى مصطفى بكرى للشعب،سيده الجديد راكعا وساجدا،بينما يحل الفقهاء دمه.
كل زائل هو انتصار.وكل انتصار زائل.
تختلط الصورة،مع الصوت،مع الولد الذى يشبه منير فى صباه،مع الشاب الذى يذكرنا بانه كان منا،ليختلط الأمر:هل يبيع لنا الحلم"كل المفروض مرفوض" أم شريحة الموبايل"القوة بين ايديك".
ماذا يفعل مندوب المبيعات،عندما يمتلك الصوت والخبرة والصدى الملائم فى ذاكرة عشاقه:يبيع شرائح أكثر.
 ماذا يفعل الرجل المميز عندما يرتدى جسده قميص الحلم.يجعل جسده قميصا لأحلام لا تخصنا.
 مندوب المبيعات،عندما يحوله عملاؤه إلى أسطورة:يحث عملاؤه أن يصيروا عملاء لفودافون.

منير؟
أى قوة؟..أنت الجسد الهزيل،الحشاش،العصبى..الذى أحببناه.
منير؟
لقد فرغنا منك منذ 12 عاما،دفناك فى أسطورة البدايات"بننولد".."بره الشبابيك"..ثم تحولت من حلم إلى شبح،لا أغنيات تحيا..لا شىء،سوى دائرة التكرار،اصطياد أغنيات لمطربين كان مشروعك تمردا عليهم..قلنا "فى المرة القادمة " سينتقض،سيغنى،سيتذكر؟..ولكن لا شىء لا شىء.
منير؟
هل سمعت أغنية "شمس الحرية"؟..ليست شيئا يذكر،انها مباشرة،لكن صدقها كاسمها..سييذيب تماثيل الشمع حتما،وتمهد الطريق لمسيح آخر الزمان..الذى سيأتى حتما بالكلمة الفصل:قلناها زمان للمستبد..الحرية جاية لابد.