Sunday, April 29, 2012

الهذيان

من مزايا كتابة رواية لا تنتهى انها تعزز فى داخلك الشعور بالضياع،بالجنون،بالتفرد كمجذوب فشل فى أن ينهى روايته فمارس الهذيان

Monday, April 23, 2012

ريبرتوار..قلبى يحدثنى

غريب هذا القلب ..لايبغى سوى لوعته ..
يبحث عن ألمه بمنكاش ..
يعرى روحه لهواء يلسعه لسع السياط..قلوبنا المنفية..لن تصير شيئا فى النهاية ..ربما تصير قناديل مطفأة تعظ العابرين فى نفس الطريق ..لاتعبروا ..فلا يوجد سوى قناديل مطفأة ..
الاشفاق على الروح سبة ..ولكنها أنس وونس ..نبغيه ونخترعه..
لانعلم شىء عن عين اليقين ..ولانريد..
المتاهة هى المكان المثالى لأرواحنا المبعثرة ..المكان المريح فى النهاية ..وأنا ماأريد سوى أصير عاشقا غير مكتمل ..كنصف بدر ونصف حقيقة ..وجهى المغطى بدمى ..هى أكثر أشكالى قربا إلى قلبى ..
كنصف مهرج ونصف مقهور..
الألم يمهد الطرق إلى السماء ..يجعل عينى معلقة بخيط الأمان الأخير ..
فما وسعت الله سماؤه ولا أرضه ..ووسعه قلب الذى اختار ألمه ..لكن الله الذى هو عين اليقين ..لن يتحمله قلب يريد المتاهة ويراها مكانه المثالى والمريح ..
غريب هذا القلب يريد أن يصير غريبا ،منفيا ،مبعثرا ،وليا ،مهرجا،عربيدا،عاشق مهجور ،وهاجر لمن عشقه ..
الحياة عارية من البهاء ..نصنع لها بهاء كى تزداد الفجوة والغربة ..
أنا أكثر الغرباء يقينا بالله ..لكن للمتاهة غوايتها ..فقط أعلق عينى بخيط الأمان الأخير ..قبل أن أغوص أكثر فيما أراه المكان المثالى لروحى التى تريد   مزيد من الاغتراب عن  اليقين ..

Sunday, April 22, 2012

ثلاث حكايات وعظة عن "الأباحة"



عندما سب محمود الدين،فخرج عن ملة الاسلام،وانقذت مؤخرته من النار بفتوى قابلة للتصديق.
خامسة ابتدائى،الحوش،زمن الفن الجميل،والكراش أبو ربع جنيه،الحياة قبل تويتر وألعاب الاستراتيجى،كنت قصيرا،كعقلة الاصبع،وعندما كبرت،تغير كل شىء الا كونى قصيرا!!.
كان محمود،ثالث ثلاثة.
أنا،وأحمد الديك،ومحمود.
محمود،أصيعنا وأخفنا فى الدم.
كان كل شىء مزهرا،فنحن فى مرحلة الطفولة،صداقتنا تسير على ما يرام،نلعب سين صاد عين فركش،فى الفسحة للتغلب على الآثار النفسية المدمرة،لمدرس حساب يصر أن ندفع نحن فاتورة أن لديه اصبعا مبتورا.
لكن تلك اللحظة، كانت مزلزلة،وكاشفة،كانت لحظة الحقيقة التى تهدد بفركشة شلتنا الصغيرة.
كنت مشغولا بالكراش.
عندما وجدت محمود يحيل الفسحة إلى مندبة،ببكاء حار،بينما الزملاء يحاولون مواساته فى مصيبته.
لقد سب محمود الدين لشخص ما،اثناء اللعب.
فورا ترجمت ذلك إلى الأسطورة التى نفخها مدرس الحساب وعالم الدين(صاحب الاصبع المبتورة)،فى نفوسنا الشقية.

سب الدين،ترج له السماوات السبعة،كما أنه يخرج صاحبه عن الملة.
كان ذلك يعقد الأمور،بعد أن وقع محمود فى المحظور،حتى ان رفاق الفصل والكانتين والسين صاد عين فركش،لم يملكوا حلا جذريا سوى مواساته.كنا متعاطفين مع ذلك الذى سيذهب إلى النار بغير رجعة،لخطأ  عفوى غير مقصود فى الأداء،انها نرفذة ملعب يا كابتن.
كان المدرس صاحب الإصبع المبتور،يقف شامتا،مستمتعا ربما بالطريقة نفسها التى كان جلاد سليمان الحلبى،ينظر إليه وهو متخوزقا بلا حول ولا قوة(اسمه ممدوح واشعر بغضب لانى لا اذكر اسمه الثلاثى الآن ولا أملك صورة له،كنت اعرف انى سانتقم يوما ما بصورة أو بأخرى).
تملكتنى مشاعر متضاربة،فمن ناحية هو صديقى،وبدونه لا تكتمل اللعبة ولا الفرح،لكن هل سيقدر الله ذلك؟،كيف تحول فجأة من صديق إلى عدو لله .
لم تكن البرامج الدينية قد انتشرت،لم يكن هناك سوى حديث الروح،قبل النشرة،ولم أكن اشاهده الا كتلكيكة للجلوس أمام التليفزيون فى جولة إضافية  بعد المسلسل.
تفتق ذهنى عن فكرة،استلهمتها من فيلم فجر الاسلام،حنظلة ومحمود مرسى وانها رائحتى وانا فخور بها،هو الآن كالكفار،وكل ما يحتاجه هو الدخول للاسلام من الجديد هو أن ينطق الشهادتين.
نطقت بالفكرة فنطق محمود بالشهادة،وكفت دموعه،وهنأه رفاق الفصل،وهدأ المشهد تماما.
لكن علاقتنا فيما بعد لم تعد كما كانت فأنا من السابقين إلى الاسلام،بينما هو من المؤالفة قلوبهم.


-------


كيف تعرف الحقيقة؟لا تحاول.الحقيقة سطحية وتافهة،و محاولة تخيلها أكثر متعة.
لكن طالب فى كلية تربية رياضية،يمرنوه فى المدرسة،على أن يصير مدرس العاب،دخل فصلنا مرة فى حصة غاب فيها أحد المدرسين ،بدأ فى الشرح،جاء ليقتل الحقيقة.
فى الاعدادية،زمن الفن الجميل أيضا:فوجئنا بالشاب الصغير،يدخل الفصل ودون كلمة ترحيب،نصب سيركه،أمسك الطباشيرة البيضاء،ورسم خيطا مهزورا،له رأس وعينين،ثم كرة بيضاوية.
عرفنا فيما بعد أنها الحيوان المنوى،وان الكرة البيضاوية هى بيضة المرأة.
اصيب الفصل بالذهول.
ثم تحول هذا الذهول إلى حزن ونهنهات،عندما بدأ فى الحديث:
عايز النهارده اكلمكم عن موضوع خطير،ذلك الشىء،الذى تمارسونه على انفراد وفى سرية ،اريد فقط أن أسألكم سؤالا واحدا،هل سمعتم عن الشخص الذى مات وهو يفعل ذلك،وهى القصة التى سيستخدمها الاسلاميون على اليوتيوب،فى محاولة منهم لايجاد طريقة "حلال" لاستخدام الانترنت بضوابط شرعية.
كنت مندهشا،صدقنى،فقد كنت بريئا كعنقود العنب كالآيس كريم فى ديسمبر آيس كريم فى جليم،كالشباب الطاهر النقى اللى طلع يوم 25 يناير(بمعنى آخر كنت عيل أهبل وسيس ).
لم أعرف عما يتحدث هذا المدرس،الذى يخترق مشاعر الفصل بعذب الحديث فتأخذه حالة وجوم وبكاء،كان يتحدث عن الشىء،دون أن يقول ما هو هذا "الشىء"،بنفس الطريقة التى تخصص بها ملفا عن "الأباحة" دون أن يكون ذلك سببا قويا للكتابة "بأباحة".
تابع المدرس:تخيل أن أمك أو ابيك دخلا عليك الحمام وأنت تفعل؟ثم حكى عن قصة أخرى،لشخص فاجئه أبيه عاريا،فتوقف قلبه من الرعب.
كان زميلى بهاء،فى التختة ،بلطجى الفصل،الذى جاءت قرعتى من نصيبه،يبدو كيائس ومحطم،ذلك الذى هددنى كثيرا بالضرب،لأنى لم أغششه فى امتحان الشهر،وحول حياتى إلى جحيم،تحول إلى  عصفور مبلول،وللمرة الأولى فى تاريخنا المشترك والقصير اشعر نحوه بالشفقة.
المدرس الشاب،انتقل إلى فاجعة أكبر،جعلت وش بهاء اصفر كوجه عمر سليمان وهو يلقى خطاب تنحى المخلوع(هل اخفى المكياج ذلك؟ ام استسلم سليمان لعفوية اللحظة)،لن نصبح آباء فى يوم من الأيام،هكذا قرر،ف"الشىء" الذى يفعله بهاء،والواضح ان الفصل كله كان يفعله،ما هو الا كنز محدود من الرب،نحن نرميه فى السلة الخاطئة،نمنحها للهواء،بينما علينا أن نمنحه للبيضة التى لم يشرح مدرس ألعاب المستقبل أين مكانها فى جسد المرأة،وبعد هذا؟ ألن نجد خيوط رفيعة للبويضة؟.
دق جرس الفسحة،بهاء مشى مع المدرس،وانا معهما،على أحد الكراسى فى الحوش،كان مدرس الألعاب،يمنح صك الغفران لبهاء كقسيس فى غرفة اعتراف.
كان الحديث أكثر انفتاحا،فبدأت الأمور قليلا فى الاتضاح،سأل بهاء سؤالا بدا معجزا للمدرس الذى يعرف كل "شىء"،حتى خطورة ما بعد ممارسة"الشىء":كم حيوان منوى أملك وهل ما احتفظت به ولم اطلقه للهواء سيكفينى ان توقفت الآن؟.
لكن المدرس الذى ارتبك قليلا ،تمالك نفسه ليجيب:يمنحنا الله ما يكفينا،ثم اصدر حكمه النهائى بثقة:لكن ما ذهب لن يعوض،ما ذهب لن يعوض..لا حل لك سوى التوقف الآن.
فيما بعد طبعا ساعرف ان المدرس جاهل،وان كل شىء يعوض،وان اللى اتكسر بيتصلح،وان تامر حسنى سيغنى "لسة اللى جاى أحلى".
ربما توقف بهاء فعلا،أو قرر الانتحار،او مع الوقت لم يستطع المقاومة أكثر بعد حصة الرعب هذه،لكن ما اعرفه ان اليوم الذى كنت فيه الشخص الوحيد فى الفصل الذى كان جاهلا بكنه هذا "الشىء" انتهى وانا اعرف ان "لزوم الشىء " له فوائد ممتعة أكثر من التبول،وانه المسئول الأول والأخير عن وجود كائنات حية تخترق الفصول فى لحظات عبثية،وتقتل الحقيقة بمحاولة شرحها،لذا فمن الأفضل دائما قتل تلك الكائنات مبكرا وهى فى المهد.
------

كيف انتصرت الفتاة ذات الحذاء الأحمر  على حيلة الذئب الذى اشتغلها بقوله :أنا تيتة
ما أكبر جريمة يمكن أن ترتكب على الأرض؟ فى رأيى أن يأتى شخص،ليثبت بالدليل القاطع،أنه لا توجد كائنات أخرى فى المجرات،وأن الأطباق الطائرة مجرد خدعة.
لن أمانع حينئذ أن يحل حازم أبو اسماعيل أو الشيخ يعقوب دمه،بل وسأخرج فى مظاهرات تغلى ضد هذا الكافر الزنديق،وساتمنى لو عاد العهد لتكرر الكنائس فى أوروبا ما فعلته بجاليليو،لتخيره بين شيئين،الموت أو التوبة وانكار أقواله.
للعنصرية فوائدها،ومنها أنها قد تستطيع أن تطرد خارج الانسانية  كل من يقتل الأمل فى وجود عوالم أكثر خيالا وقسوة وكائنات لا تعرف الكذب والمناورة:جئنا لنقتلكم،جئنا لنحرركم من غباؤكم،من غروركم،من صراعكم الأبدى على لقب الفرقة الناجية،الشعب المختار،جنسكم الآرى،الحلم الأمريكى،مصر يا أول نور فى الدنيا شق ظلام الليل،وان ملتى كده الدنيا تميل.

تخيل أن هناك كوكب،فى مجرة،يتمكن من كتابة كلمات أبيحة فى قصة أو رواية،دون أن توقفه شرطة النهى عن المنكر،فى ضميره أو فى ثلاجة ضمير الآخرين،فقط لأن مفردات لغته لا تعرف سوى تلك الكلمات.
بل هى لست سوى قاموس بسيط من مفردات بسيطة،أغلبها تنويعات بين الإيه سفن إيه،والاستخدامات الباهرة للحنجرة،والاستخدامات المباشرة والتى تشير إلى الأعضاء الجنسية فى دلالات بلا حصر،أو تحيل طرق  الأداء الجنسى،إلى دلالات على الرخاوة او القبح أو التلون،لكنها تحولت فى لغتهم الباهرة والمكثفة إلى دلالات اسمى تشير إلى الرجولة والجمال والثبات على المبدأ.

تخيل أن هؤلاء لن تقنعهم كلمة يضاجع حتى،لن يحتاج إلى مدونة أو حساب على تويتر ليقول ما يريد،لن تواجهه أزمة عندما يكتب قصة عن كاى باركر ملكة أفلام البورنو:أين أنشرها؟لن يدفنها الفضائى فى نوت على فيس بوك؟.
لن يفهم الفضائى ماالذى تعنيه كلمة السينما النظيفة،لن يرى أى انجاز فى أن تقول فاتن حمامة (الفضائية) لمحمود ياسين(الفضائى):يا ابن الكلب..بينما مقص الرقيب يقص حنجرة فاتن من على الشريط.
لن يستوعب الفضائى ماالذى يفكرون فيه عندما يعلنون قائمة الفائزين بجائزة ساقية الصاوى للقصة القصيرة.
سيسخر حتما،من الثنائية التى يعيشها الأرضيون،سيسبون كل شىء، الدين والدنيا،لكنهم لن يقبلون أن تكون تلك القباحة معلنة ولو فى جرافيتى على حائط نشره فنان اعتراضا فى الأساس على فعل أكثر بذاءة من كلمة عابرة.
عندما يأتى هذا الفضائى إلى هنا،ليقرر العيش فى سلام والكتابة فى بيئتنا الصحية،ستنفجر جمجمته بنفس الطريقة التى حدثت فى فيلم (مارس أتاك).
لذا سيعرفون عندما يأتون فى أطباق طائرة لغزو الأرض أن الطريق واضح،اقتلوهم،هنا خلاصهم،وخلاص المجرة.
ما علاقة العنوان بما كتبته؟ إيه سفن إيه،ألم تفهم بعد؟ أتعرف لم؟لأنك أرضى بما فيه الكفاية ليقتلك المريخيون.
لكن دعنا نجد علاقة،الذئب كان يريد أن "يضاجع " الفتاة ذات الحذاء الأحمر،فقال لها :أنا تيتة.
ما لا يقصونه انها كانت تعلم انه ليس "تيتة"،وانه الذئب.الفتاة كانت تريده أن يشتغلها،أن "يضاجعها" لكن لأنها أرضية كان لابد أن يمر ذلك بتلك الطريقة:أن يخبرها انه ليس ذئبا يضاجع،بل تيتة تحيك الشيرز الصوف.
ما يقصونه انها قاومته،وشوته حيا فى إناء مغلى(ليس حفاظا على عفتها،لكن سترا للأجيال السابقة والتالية كى لا تخرج ذات الحذاء الأحمر على النسق).
ما لا يقصونه ان ثمة انسانية فى الغريزة،ثمة حياة غير مكرورة،ثمة ذئب ليس ملعونا بالضرورة.
ما يقصونه:أن كل شىء مر بأمان،وان تيتة عادت من بطن الذئب،والفتاة ظلت تغنى دون أن تفقد حذاءها الأحمر(دم بكارتها).
ما لايقصونه انها من حصلت على ما ارادت،بينما خرج الذئب ملعونا،وان اللغة تحتاج إلى جانبها المشوه والقبيح لتتمكن من قص الحكاية بالف طريقة،وليس بالطريقة الوحيدة المضمونة لنجاة الحذاء.


بعض مما تسلل من الكلمات القبيحة إلى قاموس الفضائيين بعد زيارة مبعوثهم إلى الأرض
الخواجة،المتهاك،كأس أمك،زهدى،يا اخى أحمد،احطه،شباب 25 يناير الطاهر،الاستقرار،لقد كنت شابا مثلكم،الشعب كله لازم يشترك،آه يا كستبان قلبى آه يا بزرة الرمان،عزبتنى فى حبك،المندسون،اصحاب الأجندات،أغنية وطنية،غزوة الصناديق،ياواد يامؤمن،علاقات جنسية كاملة،جتكوا القرف خربتوا البلد،التمويل الأجنبى،مجلس الشعب،البرادعى،بونبونى،البلوفر،الثوار،عجلة الانتاج،لا نطمع فى السلطة،وثيقة السلمى...ولسه اللى جاى أح......مد يا عمر.

----
نشرت فى أخبار الأدب 

Monday, April 16, 2012

ريبرتوار:فخ ..وحيد..عجوز


راقبينى
وانا بعدل البرواز
لمستى السحرية ع المكان
مرعبة
ماسابتش غير خروم
وحروق
وخرابات
كل دى بلاد
لازم افوتها ورايا
مع -إنى بِنية صافية-ماكنتش اقصد
غير انى اعلمها لغوة الحمام
وانقر فى جبينها نبع المية
لزوم الشجر ..والضل
والطيور اللى هتحط عليها
بصدفة التعب
ده الفخ اللى دايما بنصبه
عشان اعدل البرواز
يعنى بذمتِك
كان ممكن ابقى كل دول
الأم ..والأب ..والرب
والعيال ..والملايكة ..والشياطين
يارب
سامحنى
كل مرة بترميلى فيها حدوتة
انفتن بصوابعى
كان ممكن
اسيب صفاها يطرح بهجته
أو ع الأقل
كنت عملت عاقل
وجريت
..........
..........
لمسات كتيرة
مارجعتش لصوابعى
زمانها كبرت
وبقت تعابين حقيقية
يمكن تكون دلوقتى بتنهش فى حد
لسة فى دواليبى
أفراخ حمام
لازم اخنقها
غلطة واحدة فى تربيتها
ممكن تحولها لصقور
مابتشتهيش الا الجتت
والعفونة

Monday, April 9, 2012

حصريا ..مذكرات عمر سلمانوفيتش..الانسان الذى لا يعرفه أحد..اعترافات وايفهيات رخيصة


كيف كانت طفولة عمر سليمانوفيتش؟ ما هى هواياته المفضلة؟ هل مارس السرتنة صغيرا؟ كيف يفضل بوكسراته ؟ هل يحب  القلقاس؟ لماذا لا يبتسم؟ هل هو مرعب كما يشاع ؟ ما هى أسرار أول قصة حب فى حياته؟ ..جوانب انسانية كثيرة لم يجيب عليها أحد ..ولا عمر سليمانوفيتش  نفسه..

ظلت تلك الجوانب خفية عصية على الدمع،نظرا لحساسية موقف عمر سليمانوفيتش فى السابق وتربص الخونة به منذ كان فى بطن السيدة أمه التى لا تحمل جنسية أمريكية،بل لا تحمل أى جنسية على الاطلاق،بعد أن أخفى عمر سليمانوفيتش معالمها فى نوبة شك مبالغ فيها(كان يخشى أن تكون قد خبئت عليه أنها تحمل جنسية أخرى عندما لمحها تحمل شيئا أخضر ،أخفته سريعا،لكنه ندم بعد أن اكتشف ان ما كان يظنه باسبورا،طلع دفتر توفير).
اعترافات عمر سليمانوفيتش الحصرية على تياترو صاحب السعادة ،لم تأت تحت التعذيب أو الضغط،أو الكهربة (كهربتى انا طبعا).
لكنها كانت أشبه بقعدة مودة وجلسة مواطن مع أخوه المواطن،كشف فيها الرجل ذو الوجه الحديدى وقلب الخساية بمكنون صدره،الصحفى الخارق زرياب حصل على إذن بنشر مقاطع من مذكراته التى تثبت بالدليل القاطع وبالعشرة دول ،أن مكنون صدر عمر سليمانوفيتش ليس مجرد بلغم،نتيجة تدخينه السيجار الفخم.
انه انسان،مثلنا مؤخرته كعقله بها الكثير من الغازات المحرمة دوليا،الفرصة التى لن تعوض لرؤية هذا الغامض على حقيقته....
واللآاااااااااااااااان ...مع فقرة عمر سليمااااااااااانووووووفيتش ..القصة المليئة بالمشاعر والسيكو دراما ..الانسان قبل الحيوان ..الرجل الذى لم يعرفه أحد...ولكن بعد الفاااااااااااصل
--------
(موسيقى السيرك..)
-----
(فاصل  إعلانى)

كتونيل .. الكلوت اللى تعرفه أحسن من الكلوت اللى ما تعرفوش
-----
ألويز...خلاص من النهارده  مافيش خوف تانى..مافيش دم تانى ..
-----
الخونة ..بيشجعوا مصر ..واحنا معاهم ..كوكاكولا الراعى الرسمى للخونة فى مصر
-----
اشرب عصير إخوان ..المشروب المفضل لرجل الموساد الأول فى الشرق الأوسط..الموساد :نحمل الخابور لمصر..نياهاهاها.
-----
(موسيقى السيرك).
----
البداية
كانت أول عملية لعمورة وهو ابن ست سنوات،قبل أن يكبر ويصبح ابن ستين كلب.
وهى الفترة التى التحق بها عمورة بحضانة المخوبرات العامة ..
لم يكن التحاقه بالمخوبرات وليد الصدفة،كانت هناك مراقبة حقيقية للطفل الذى كانت أول كلمة ينطقها فى حياته :خونة.
يقول عمورة عن ذلك:أحببت الكلمة جدا،وارتبطت بى حتى أنى على عكس ما يشاع أحب الخونة،واراهم كملائكة صلع صغار،لذا ارددها عشرون مرة فى اليوم.
المخوبرات العامة أيضا راقبت أول رد فعل له عندما،عندما علم من أمه أنه اصيب بالصفرا وهو رضيع،فبحث عن الداية وحاول قتلها.
لكن كل هذا لم يكن سببا فى دخوله حضانة المخوبرات العامة،السبب الحقيقى الذى حسم أمر التحاقه بالمدرسة،كانت موهبة ربانية،فهو أول طفل أقرع فى الانسانية،مما يعنى أنه يصلح لمهمة زرعه فى السيرك القومى،بعد أن اخترقه أسد إسرائيلى،لينقل تجربة السيرك المصرى إلى تل أبيب،كان مهمته أن يعرف أى اسد فيهم هو الجاثوث،هكذا كان ينطقها وقتها.
وهناك تعلم عمورة أولى قواعد النفخ،وهو السبب الحقيقى فى تسمية المسرح بالبالون،فبعض أن فشل عمورة فى التعرف على هوية الأسد الاسرائيلى،قام بنفخ كل اعضاء السيرك وحيواناته،ولما لم يعترف أحد،نفخ السيرك نفسه،ومن هنا جاءت التسمية الخالدة لمسرح"البالون".
لكن عمورة لم ييأس،وظهرت موهبته فى لعبة الكهربا،وبهذا اصبح رجل الكهربا فى السيرك،حيث كان يكهرب الجمهور حتى يحصل منهم على اعترافات عن هوية الأسد.
لكن تفوقه الحقيقى كان فى فقرة الساحر:عندما اخفى سبعة مواطنين لم يعثر أحد لهم على أثر حتى الآن.لم يكن شريرا،كان يحاول ان يوصل رسالة إلى المجتمع:أنا ظريف ويمكنكم الاعتماد على،يمكننى الهزار.
لا يمكن أن نصف عمورة بالقسوة،فبعد أن هرب الأسد الإسرائيلى عليه شعر عمورة بعاطفة ما نحو الأسد الذى لم يتعرف أبدا على هويته.
الأسد الذى لم يكن سوى بنى آدم متخفى على هيئة أسد يدعى كوهين شالوم حزوئيتش،كان يكن عاطفة بدوره نحو عمورة،الذى رأى فيه ما يؤهله لتطليع ميتين أجيال،دون أن يغمض له جفن،وعندما عاد إلى اسرائيل،تقاعد من الخدمة فى الموساد،ليصبح حاخاما كبيرا .وفى ليلة السبت دعا  حزئويتش عند حائط المبكى :اللهم ارزق اسرائيل إحدى العمرين عمر سليمانوفيتش أو فاروق جعفر.
وهنا حدثت المعجزة وهى الدعوة التى شعر بها عمورة عندما انتصب زبه وهو السابعة من عمره،وشعر وقتها،بآلام لم  يفهمها،وبلغت درجة شكه فى زبه مبلغا عظيما،حتى أنه فكر فى قطعه،أو كهربته.
فى الحقيقة ان عمورة كان محقا فى شكوكه،فكوهين شالوم حزوئيتش،زرع خط ساخن فى خصيته،بعد ان استطاع أن يكسب ثقته ويصبح صديقه الأول والأخير،فيما بعد سيصبح هذا الخط الساخن هو عنوان حياة عمورة،فلن يمر يوم فى حياة عمر،دون أن يناديه حزئويتش نداءا روحيا ينطلق عبر الأثير فى موجات كهرومغماطيسية لتوقف زب سليمانوفيتش،ليتصل به يوميا عن طريق السرتنة،دون أن يعرف أنه الأسد الاسرائيلى(سيعترف له حزئويتش له بذلك قبل وفاته بيوم واحد،قبل أن يسلم عدة الخط الساخن إلى نتنياهوفيتش)

وهكذا اضطر عمر سليمانوفيتش أن يحيا على السرتنة طيلة حياته،كطفل وكمراهق وكعجوز،لكن ليس كما تظنون لأسباب تافهة كالغريزة الانسانية،بل كان يسرتن من أجل الوطن..الكلمة الدافية الحافية اللى بتجمعنا كلنا لأن البطاطا اللى فيها سخنة جدا والمعسل حلو جدا ..مصر يا رأفت ..مصر جدا)
------
(الموسيقى التصويرية لفيلم بيرنينج أفطر ريدينج بط هوين برازر مسلم هود)
----
(فاصل اعلانى)
تايجر كينج ..زى ما بتاخد فيها ..لازم تدى لحد
---
تايجر كينج..اسأل النظام المخلوع ولا تسألش طبيب
--
تايجر كينج..الوصفة العالمية لمرشحى الرئاسة فوق السبعين
--
تايجر كينج ..الذى توقفت بعده المطربة العاطفية نجاة عن غناء..أنا بس تناك
--
تايجر كينج..تايجر كينج ..تايجر كينج ..تايجر كينج ..تايجر كينج
---
تايجر كينج..هل تعانى من سرعة "القذف"..وارتخاء فى بتاعك..مراتك بتعايرك؟ حاسس بذل الإبل؟..يا زبالة...طب ليه تبهدل بنات الناس معاك ؟..
---
تايجر كينج ..تايجر كينج ..الاعلان مش بيخلص لأنه واخد تايجر كنج .
----
تايجر كينج..اشتر الآن لتحصل على أول زب يعمل بالطاقة الشمسية.
---------
(موسيقى اعلان تايجر كينج)
-----
الحب الأول
يظن العملاء والإخوان والخونة والبلطجية ومروجى الاشاعات واصحاب الأجندات المنفسنين على مصر،ان عمورة بلا قلب.
لكنه رجل مرهف الحس،شديد الرومانسية،وأقل حاجة تخلى الدمعة تفر من عينه فيعتقلها.
عانى عمورة من آثار الحب الأول..كانت منى.. تلك التى لم يتزوجها أدهم صبرى طيلة مائة عدد وأكثر،لأنها بنت كلب معقدة.
عمورة ليس هو أدهم صبرى بالطبع،لكن هذا لا ينفى عنه أنه رجل المستحيل كما يسميه احباؤه،فمن "المستحيل" وجود رجل مثله على هذا الكوكب.
كان عمورة يحب منى وفقا لمصطلح  الباحث وخبير الاسلام السياسى سليمان عيد:حب من طرف تالت.
بدأ الأمر عندما كانت منى مع أدهم على الكورنيش فى  مصر الحقيقية وبيضربوا بطاطا سخنة جدا.
كان سليمانوفيتش،فى مهمة سرية متخفى فيها كبائع بطاطا وطنى.
عندما رآه أدهم قال له :سلمانوفيتش ..واحشنى يا بن المهبوشة.
لكن عمورة رد عليه بالشفرة  التى تعلمها فى مدرسة المخوبرات:الفلة فى المانفلة والمورتة فى قرع الحلة.
غضب أدهم بينما ضحكت منى بمرقعة،فقد كان معنى الشفرة:مين الحتة الفرس اللى معاك دى يا ابو الأدهايم.
لكن أدهم تحمل من أجل الوطن ورمزه الممثل فى البطاطا،بينما وقع سلمانوفيتش فى الحب من أول نظرة.
طارد سلمانوفيتش منى كثيرا،بشكل رأته منى رومانسية لم تجدها فى أدهم صبرى المشغول عنها بالذهاب للجيم وحقن الأمينو لنفخ عضلاته.
أول جواب رومانسى ارسله سليمانوفيتش لمنى،كان مفخخا،ورقدت شهرا فى المستشفى.
عندما لم تجيب منى على جوابه الأول،حاول تفجير المستشفى.
هذا الجنون أعجب منى فى البداية عشان تكيد أدهم،فهى لم تسامحه عندما  استعبط وعامل فيها فاقد الذاكرة،عشان يهيص مع سونيا جراهام ويتجوزها عرفى.
مشيت منى مع سليمانوفيتش حبة كده على سبيل العلوقية،عشان تسمع كلمات ناعمة على غرار:انتى عميلة قلبى..بط هوين؟..بحبك ..رغم ان مصر غير مؤهلة للرومانسية..هعيش خدام تحت رجيلكى لو جمعت التوكيلات اللازمة..الجيش والشعب إيد واحدة.
لكن القدر لعب لعبته،وزهقت منى،ورجعت لأدهم اللى وعدها انه  من النهارده مش هيروح الجيم تانى..لأن مصر بتتغير واحنا معاها.
سليمانوفيتش اتجن،وهددها بشرايط سكس ليها مع أدهم لما طلعت معاه روما على حساب المخوبرات بحجة انهم هيحاربوا تنظيم السكوربيون وهما راحيين يقضوها،منى كانت بجحة حبيتن ما خافتش من حكاية الشرايط دى.
اضطر سليمانوفيتش انه يخطفها ويعذبها  بمنتهى الرومانسية،لكن أدهم صبرى رجل المستحيل،جه فى اللحظة الأخيرة،وطار بأطرافه الأربعة،وهربها واتنكر هو على هيئة منى.
لما جه سليمانوفيتش لقى أدهم اللى عامل منى بيقوله :أد كده كنت بتحبنى يا عمورة..هئت لك.
سليمانوفيتش فك أدهم اللى عامل منى،فأدهم ربطه وعمل معاه السليمة بأطرافه الخمسة وصوره فيديو،وهدده انه لو دور عليهم هينشر الفيديو.
توقف نبيل فاروق بعدها عن كتابة أى أجزاء أخرى لرجل المستحيل واكتفى بكتابة مقالات بيضان فى الجرائد،نظرا لهروب أدهم ومنى اللذين اختفيا تماما عن انظار سيلمانوفيتش.
ليس من حق أى بعد هذا أن يشكك فى رومانسية وطيبة سليمانوفيتش المسكين،الذى تحطم قلبه تماما بعد خيانة منى،وظل يبكى كطفل أصلع ،لم يكن قاسيا لا يخدعكم الظاهر،كان فقط يحاول ارسال رسالة،وكبطل فيللينى فى فيلم الطريق ربما هو   ككلب طيب لا يجيد الكلام فينبح ،الدليل الأكبر على رومانسيته،أنه واختطف هانى شاكر فى قبو،ليغنى له مخصوص:عيد ميلاد جرحى أنا...ولا اعرف ان كان سليمافونيتش قد عوض ما فعله أدهم صبرى فى هانى شاكر أم لا،لكن شاكر على الأرجح كان سعيدا.
---
فاصل
أغنية من انتاج الشئون المعنوية
(يا مصر يا حلوة يا مقمعة
شرفتى اخواتك الأربعة
مهما يا مصر اتفشختى
دايما صورتك فى قلبى
قاعدة ومربعة

عايزين يبهدلوكى
عايزين يقسموكى
اربع دول مربعة
لكن لا
وألف لا لكل أعداء الحياة
اللى عايزنها مولعة
خمسة وخميسة عليكى
وكبة فى اللى يعاديكى
يا حلوة يا مقمعة).
-----------
كيف حصل على لقب "الجنرال"
عندما هربت منى،ضاقت الدنيا فى وجه سليمانوفيتش،واحس ان عليه أن يحصل على بداية جديدة،وكانت تلك البداية هى الحصول على  لقب"جنرال".
وأسرع طريقة للوصول إلى ذلك هى الذهاب إلى الحسين،وكشف المجاذيب ،وهم فى الأصل عملاء جندهم المريخيين،لمراقبة سلوك الكائن البشرى.
لم يخفيهم المريخين على هيئة مجاذيب،بل بائعى حمص شام عاديين،لكن مراقبة سلوك الكائن البشرى،دفعتهم للجنون.
لكن التقارير التى وصلت سيلمانوفيتش،لم يكن بها تلك المعلومة.
وذات ليلة –ليلاء بالضرورة-ذهب سلمانوفتيش متنكرا على هيئة سائح ليقبض على عملاء المريخين المنتشرين فى الميدان.
وفى مشهد سوريالى،جاء سيد سلاكة صاحب الكرامات،وطرقع باصبعه ليختفى المصلون والمارة والسياحة،والآكلون فى الدهان،لم يتبق أحد سوى المجاذيب.
قال سلاكة  بصوت رخيم وهو يقول:كنا فى انتظارك ياسليمانوفيتش .
بكى عمورة بين يدى سلاكة،فسأله سلاكة :لماذا تبكى يا ولدى..فقال سليمانوفيتش:نفسى مرة واحدة فى حياتى اتنكر من غير ما حد يعرفنى.
قال سلاكة بنفس الصوت الرخيم :خذلك الموساد يا عمر...ألم تعرف ان الخيانة مع المريخين أفكه.
فى تلك اللحظة الفارقة والفشيخة،توقف زب عمر سليمانوفيتش،كان الموساد يتصل روحيا فى تلك اللحظة،ولم يملك سوى أن يسرتن فى ذلك أمام سلاكة ليرد الاتصال..أجبره سلاكة على أن يبعث الرسالة الخالدة التى تنرفذ اليهوديييين دائما:من المخابرات المريخية إلى الموساد الإسرائيلى شكرا لحسن تعاونكم معنا".
سمع ميدان الحسين كله صوت شخرات كل عائلة نتتنياهوفيتش فى ارجاء تل أبيب "لأةةةةةةة..انه نفس القفا من جديد".
هنا بدأت مراسم تنصيب سلمافونيتش كجنرال من قبل على سلاكة مجذوب الحسين وعميل المريخيين،الذى بدأ بسؤال :يعرف الانسان من بوكسره ..اقلع حتى أراك".
البوكسر الأحمر الذى رسم على جانبه نجمة داود،أجب على سلاكة لدرجة انه اصر انه يأخذه كتذكار،بينما فى الحقيقة سيرسله للمريخين لدعم ابحاثهم فى التفسير الذى قضى على أجيال من المريخين "كيف يفكر الكائن البشرى" قد بلغت شأنا عظيما الا فئة وحيدة من الكائنات البشرية المقيمة فى مصر،والتى تدعى  محبى الفلول والتى تفضل أن تناك من دبر،ورغم ان ذلك محرم فى ديانتهم،الا انهم يحشرون الدين فى كل كلمة .
اصبح سلماينوفيتش عاريا كما ولدته أمه،ناولوه جاكيتة عليها نياشين من غطيان الكازوزة،والكسرولة وهم يحركون مؤخراتهم فى الهواء كالبط  هوين.
ثم اوقفهم سلاكة قائلا:اذهب وانت الجنرال..جو تو هيل.. أند فاك يور سيلف.
عاد سليمانوفيتش فرحانا بالجاكتة الجديدة،متذكرا الأيام الخوالى وهو طفل عندما كان يدلق القلقاس"أكلته المفضلة" على جلابية العيد.
فى بيته جاءته الرسالة،من نتيناهوفيتش:هاها ها ...شكرا عمورة على كل مجهوداتك،لقد تمكنا من المريخين تلك المرة،وكشفنا أسرارهم.
كان سليمانوفيتش يأكل القلقاس ويدلدق على الجاكيتة الجديدة:وهو يقول ..عجيب أمركم أيها المريخيون..تؤمنون بأشياء عجيبة..تحبون الفلول حبا جما ويأكلكم الاسلاميون أكلا لما..وانتوا ولاد متهاكة وفاكرينها فتاكة..نياها ..نياهاها...نياهاها ...كح ..كح ..أبووووووووخ.
---
تتر البرنامج
الزعيم مصطفى كامل ومحمد منير فى دويتون مشترك من انتاج الشئون المعنوية وكلمات نبيل خلف فى أغنية وطنية
(تايجر كينج يا تايجر كينج
انت التوب وهما فشنك
ياااااااااااااااااااامصر)












Sunday, April 8, 2012

المنشقون عن "طاعة الإخوان"..من عصر البنا" إلى حكم بديع

صورة لحسن البنا وسط انصاره

ربما يكمن سر قوة الاخوان على مدى 80 عاما،فى قانون السمع والطاعة،وربما يكمن مقتلهم أيضا.
الاستقالات الأخيرة وقرارت الفصل بجماعة الإخوان المسلمون،لم تكن أول أزمة يواجهها الإخوان على مدار تاريخهم،بداية  من أزمة قبول البنا لتبرع من قناة السويس وحتى  جماعة شباب محمد التى اعلنت انشقاقها عن  الإخوان المسلمين،عام 1939 إلى كمال الهلباوى فى  2012 الذى استقال من الجماعة بعد الدفع بخيرت الشاطر كمرشح رئاسى لها،تاريخ طويل من الاستقالات والانشقاقات عن الجماعة.

 العلاقة المترددة بالسلطة،طريقة فهم الدعوة،الخروج عن مجلس الشورى،كلمات مفتاحية،فى  تاريخ الانشقاق عن "عصا" الطاعة،نحاول رصد ما يمكن رؤيته من قمة جبل الثلج،فلكل تاريخ روايتين،رواية الآخرين،وراوية الإخوان.


مقال لحسن البنا فى جريدة "النذير"


جماعة شباب محمد
تسمى أدبيات الإخوان المسلمين أنشقاق عدد من اعضاء الجماعة وتأسيس جماعة جديدة باسم  شباب محمد عنهم فى 1940 بالفتنة

فلم تكن أزمة انشقاق جماعة شباب محمد هى الأولى فى تاريخ جماعة الإخوان المسلمين،فمن قبلها ثارت أزمة بسبب قبول حسن البنا مؤسس الجماعة من البارون "دى بنوا" مدير شركة قناة السويس،500 جنيه كتبرع لانشاء مسجد،وهو ما اثار لغطا داخل الجماعة نتيجة قبول تبرعا من "المستعمرين".
ووفقا لرواية الإخوان للتاريخ":فقد جاء رد حسن البنا" على هذه الأقاويل حاسماً: إن هذا مالنا لا مال الخواجات, والقناة قناتنا, والبحر بحرنا, والأرض أرضنا, وهؤلاء غاصبون في غفلة من الزمن.. وشاء الله ـ جلت حكمته ـ أن يكون بناء المسجد قد تم, فوضع التبرع في دار الإخوان المسلمين التي بنيت فوق المسجد, فسكنت الشائعات وهدأت النفوس بعض الوقت!".
كان المال والعلاقة المترددة بالسلطة والفهم الخاص بأسلوب الحركة الدعوية "الجهاد أم التدرج البطىء فى الدعوة".،هى محور  عدد كبير من الانشقاقات فى تاريخ الجماعة.
ثم كانت الفتنة الأولى التى يرويها محمود عبد العليم فى كتابه"الإخوان المسلمون..أحداث صنعت تاريخ":
"ففى عام 1937  اعترض بعض اعضاء الجماعة  على مسلك الحركة إزاء بعض القضايا، وكان لهم وجهة نظر مخالفة تمام المخالفة لمنهج الإخوان, وهم الأستاذ محمد عزت حسنى وأحمد رفعت وصديق أمين وحسن السيد عثمان   ؛ حيث رأوا أن تتعامل الدعوة بالشدة مع الحكومة والنساء اللائي يخرجن سافرات بدلاً من اللين والدعوة بالحسنى, وأن يتوجه عدد من الإخوان للمشاركة فى الجهاد فى فلسطين, غير أن الأمور لم تكن تسير بهذه الطريقة، خاصةً أن الدعوة فى مرحلة التعريف بها, وأن الأمور لا تؤخذ بالشدة فى كل الأحيان, فما كان من هؤلاء النفر إلا أن أعلنوا عصيانهم وابتعدوا عن الجماعة وكان من نتائج هذه الفتنة أن خرجوا من الجماعة ومعها  مجلة الإخوان المسلمين".

فى مايو 1938 صدر العدد الأول من  مجلة النذير،على يد محمود أبو زيد عثمان المحامى"مدير وصاحب امتياز المجلة"،وبرئاسة تحرير صالح عشماوى،وفى افتتاحية العدد أعلن البنا أنه وجماعته انهما  سينتقلان من "دعوة الكلام وحده إلى دعوة الكلام المصحوب بالنضال والأعمال"،"ويوضح البنا فى الافتتاحية موقف القوى السياسية من الجماعة "ستخاصمون هؤلاء جميعا فى الحكم،وخارجه خصومة شديدة وخارجه خصومة شديدة لديدة إن لم يستجيبوا لكم ويتخذوا تعاليم الإسلام منهاجاً".
وعن الدخول فى معراج السياسة يقول" ولسنا في ذلك نخالف خطتنا أو ننحرف عن طريقتنا أو نغير مسلكنا بالتدخل في السياسة” كما يقول الذين لا يعلمون ولكنا بذلك ننتقل خطوة ثانية في طريقتنا الإسلامية وخطتنا المحمدية ومنهاجنا القرآني ولا ذنب لنا أن تكون السياسة جزءاً من الدين وأن يشمل الإسلام الحاكمين والمحكومين"و" ولينصرن الله من ينصره ولا أقول لكم إلا كما قال إبراهيم من قبل”فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم
”.
وينهي البنا افتتاحيته " إن لنا في جلالة الملك المسلم أيده الله أملاً محققاً وفي الشعب المصري الذي صقلته الحوادث ونبهته التجارب ".
 لم تكن "النذير" هى التجربة الصحفية الأولى التى تملكها الجماعة،لكن سبقتها "مجلة الإخوان المسلمين"  الأسبوعيا والتى كان يحررها حسن البنا بالكامل،وهو الأمر الذى اختلف مع النذير،فقد ترك سياستها التحريرية،فى يد رئيس تحريرها صالح عشماوى.


ووفقا لموقع ويكبيديا الإخوان المسلمين،أو كما تسميه الجماعة"الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين"،أن الصحيفة استمرت تعبر عن الإخوان طيلة 44 عددا،قبل أن "ينحرف بها عن دعوة الإخوان" محمود أبو زيد عثمان صاحب ترخيص الجريدة،وانضمامه لجماعة شباب محمد،بسبب اختلافه مع حسن البنا.
ويلقى د.رفعت السعيد فى كتابه حسن البنا كيف ومتى ولماذا؟الضوء على خلفية الانشقاق.
ففى عام 1938 قفز عد د شعب الإخوان من 51 شعبة إلى 300 شعبة،كانت تلك المرحلة وفقا للسعيد هى مرحلة ثالوث"البنا-على ماهر-المراغى" فى محور واحد مناهض لحزب الوفد وموال للسراى.
على ماهر الرجل القوى،الذى وقع تحت تأثيره الملك فاروق،وفقا لوصف ديفيد كيلى،رجل المخابرات البريطانية فى ذلك الوقت ومستشار المندوب السامى" وقع فاروق في مرحلة مبكرة من حياته تحت نفوذ علي ماهر باشا الذي أصبح صاحب النفوذ الأول في السراي، إن علي ماهر رجل ذكي جداً، لكنه كان طموحاً جداً، وكان طموحه يستهلكه، ولهذا فقد سارع في أن يصب في نفس الملك الجديد ذات الكراهية التي كانت تملأ نفس والده ضد الوفد ».
كان التعاون مع على ماهر واحدا من اسباب انشقاق جماعة محمد.


يقول الباحث د.عبد المنعم منيب فى كتابه خريطة الحركات الإسلامية فى مصر الصادر عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان أن جماعة شباب محمد حددوا خلافهم مع الإخوان في عدة نقاط أبرزها عدم أخذ قيادة الإخوان بمبدأ الشورى في إتخاذ القرار وذلك بالمخالفة لتعاليم السياسة الشرعية الإسلامية و كذلك عمل جماعة الإخوان المسلمين تحت لواء الحاكمين بغير ما أنزل الله على حد تعبير المجموعة المنشقة و يقصدون به رضا جماعة الإخوان بالعمل السياسي في إطار القانون الوضعي السائد و الذي يحكم العمل الحزبي و النقابي

يتابع منيب :كانت جماعة
 "شباب محمد" تؤمن أنه لا سبيل لنهضة الأمة الإسلامية و الخلاص من مشاكلها إلا بإقامة الخلافة الإسلامية والعودة للإسلام الصافي كما كان عليه النبي (ص), و هي في ذلك مثل سائر الجماعات الإسلامية السابقة و اللاحقة لكنها زادت عليهم شيئا جديدا و هو أنها حددت أنه لا سبيل لتنفيذ ذلك سوى بالتشدد و التعصب للإسلام بمعنى عدم المهادنة أو اللين و كذلك استخدام الجهاد المسلح, و قد أعلنت "جماعة شباب محمد" ذلك في أدبياتها .
ووفقا لرواية الأخوان فان رئيس تحرير صالح عشماوى،كان يؤدى فريضة الحج عندما صدرت 3 أعداد من مجلة النذير،مستخدمة اسمه وهى خارج سيطرة الجماعة،وعندما عاد وعلم بانفصالهم،قدم استقالته،والتى نشرتها الاخوان فى مجلة "التعارف" التى استأجروها : "فوجئت يوم عودتي من الأقطار الحجازية يوم الجمعة 8محرم سنة 1359ه - 16 فبراير سنة 1940م بخبر انفصالكم عن الإخوان المسلمين، وقلبكم ظهر المجن على صفحات "النذير" لفضيلة أستاذك وأستاذي ومرشدنا جميعًا إلى خير دعوة أخرجت للناس الأستاذ حسن البنا، ولقد اشمأزت نفسي من هذا الغدر والجحود، وهالني أنكم نشرتم اسمي على صدر "النذير" كرئيس تحرير المجلة مما يوهم القارئ أني أشارككم الرأي، وأنحدر معكم إلى الهاوية التي اندفعتم إليها، مع أنه لم يؤخذ رأيي لا تلميحًا ولا تصريحًا، وكيف يمكن ذلك وقد حدثت الفتنة أثناء سفري ولم تجر بيننا مكاتبات؟؟واليوم أحمد الله تبارك وتعالى الذي رد علي عافيتي، ومكنني من الكتابة إليكم معلنًا استقالتي من رياسة تحرير "النذير" من أول يوم خرجت فيه على مبادئ الإخوان المسلمين، واستباحت لنفسها النيل من أكبر داعية إلى الله".
فى كتابه "الإخوان المسلمين أحداث صنعت تاريخ"،يروى  محمود عبد العليم،أحد أنصار البنا،راوية "توافقية" :فلما انشقت جماعة "شباب  محمد " ذهبوا إلى الشيخ البنا  وطلبوا أن يكون المرشد العام لهم ،الا أنه أجابهم بالرفض قائلا:لا يجوز أن يكون للمسلمين الا مرشد عام واحد.
ويتابع عبد العليم:" خسرنا عددًا قليلا من خبرة الإخوان علي رأسهم الأخ محمد المغلاوي رحمه الله وقد صارحني بأنه يكن لي ولإخواني كل حب وتقدير ولكنه لا يستطيع الصبر علي ما اختطته الدعوة لنفسها من أسلوب بطئ ومع ذلك فهي ذلك فهي أحسن التكوينات الموجودة في مصر ولذا فإنه سيحاول إنشاء تكوين جديد حثيث الخطي يتجاوب في خطو سريع مع ما يجيش في صدورنا وتضطرم به نفوسنا .
    وقد صدق ما وعد أسس تكوينًا جديدًا سماه " شباب محمد " وقد التقي في آماله بآمال شخصية مسلمة هي شخصية الأستاذ حسين يوسف فكونا معًا هذا التكوين الجديد ، وانضم معهم مجموعة من الإخوان المتعجلين وأفراد آخرون . والأستاذ حسين يوسف رحمه الله كان مدرسًا في مدرسة الفنون التطبيقية ومع ذلك فإنه كان ناقما علي ما جرت عليه هذه المدرسة من رسم الرجال والنساء عاريات وكتب في ذلك الكثير من الاحتجاجات".
بلغت جماعة شباب محمد ذروة قوتها فى عام 1948 أثناء حرب فلسطين،وانضم إليها الشيخ حافظ سلامةواشترك معها فيما سمى "بالنضال الاسلامى" ضد المستعمر،يقول محمود عبد المنيب فى كتابه خريطة الحركات الاسلامية فى مصر ".ارسلت جماعة شباب محمد
 في إحدى المرات ما يعادل نحو 20% من كتائب المتطوعين الذاهبين لفلسطين بينما أرسل الإخوان المسلمون نحو 70% من هذه الكتائب،وأرسلت باقى الأحزاب 10% فقط"
لكن مع مجىء عبد الناصر،تقلص وجود الجماعة،ولم يعد منها شىء فى نهاية السبيعنات من القرن العشرين سوى بعض الكتيبات والمنشورات ،التى كانت تصدر من حين لآخر باشراف محمد عطية خميس المحامى،وفى اوائل الثمانينات،انتهى أى ذكر لجماعة شباب محمد ،فى الشارع السياسى والإسلامى".
أحمد السكرى..أول نائب للمرشد العام حسن البنا قبل طرده من جماعة الإخوان


أحمد السكرى ..طريد جنة الاخوان
لكل تاريخ راويتين،راوية الآخرين،ورواية الإخوان،وهو الأمر الذى ينطبق بشدة على أحمد السكرى،الشخص الأكثر إثارة للجدل فى تاريخ الجماعة.
وصل أحمد السكرى لمنصب وكيل إمام الإخوان المسلمين،حسن البنا،قبل أن تتخذ الجماعة قرارا بخروجه منها،ليكون جمعية الإخوان المجاهدون الأحرار،ويتخذ لها مقرا فى ميدان الخديوى اسماعيل،غير أنها كشأن التجارب المنشقة على الأخوان،لم تدم كثيرا،فانضم بعدها لجماعة مصر الفتاة بعد "يأسه من تأييد حزب الوفد"،وقدمه وقتها رئيس الحزب أحمد حسين،على أن يكون وكيلا له،فزاد –وفقا لراوية الإخوان- من توتر العلاقة بين الإخوان المسلمين ومصر الفتاة.
تعرف  السكرى على حسن البنا  في جمعية  الإخوان  الحصافية, وأسسا سويًا جمعية الحصافية الخيرية برئاسته وكان البنا سكرتيرا لها بهدف"محاربة المنكرات والتصدى للتبشير"
وبعد أن انشأت جماعة الإخوان المسلمين بالاسماعيلية عام 1928،قام بانشاء شعبة للاخوان بالمحمودية،وصار نائبا لها فى عام 192،وشارك السكرى فى أول اجتماع لمجلس شورى الإخوان،فى 15 يونيو 1933،ثم اختير عضوا منتدبا فى مكتب الإرشاد،وبعد أن انتقل الإخوان للقاهرة،ليختير وكيلا للإمام البنا،كما رأس الإدارة السياسية لمجلة الإخوان المسلمين،قبل أن يفصل عام 1947"لمخالفته "منهج الجماعة".
ووفقا لرواية الإخوان،فى الموسوعة الرسمية لتاريخ الإخوان المسلمين،فان أسباب فصل السكرى من الجماعى بدأت بشن السكرى هجوما على البنا فى مقالات بصوت الأمة والكتلة،ذكر فيه أن البنا له اتصالات ببعض الشخصيات الأجنبية،وهى اتهامات لم يستطع السكرى،وفقا لراوية الإخوان أن يقدم سندا بصحتها.
كما اتهم السكرى البنا،بالاستبداد فى اتخاذ القرار،فقررت الهيئة التأسيسية للاخوان المسلمين بتوجيه اللوم إليه واتخذت القرارات الآتية: "اعفاء كل من الأستاذ محمد عبد السميع الغنيمي أفندي والأستاذ سالم غيث أفندي والأستاذ أحمد السكري أفندي من عضوية الجماعة، لما تعرفه الهيئة من تصرفات الأستاذ أحمد السكري، واعتباره مُناقضًا للعهدحانثًا باليمين خارجًا على الجماعة مُحاربًا للدعوة، وكذلك كل من اتصل به أو ناصره"
وتسهب أدبيات فى وصف السمات الشخصية "السيئة" للسكرى والتى اعتبروها "ليست تجريحا فى شخصه" ولكنها "مواقف تضىء لهم تفسير حادث خروج السكرى عن الجماعة":فهو "محب للظهور والزعامة"،"وكان"يتجسس على مخاطبات البنا،الشخصية،وسرب وثائق الإخوان السرية إلى فؤاد سراج الدين لينشرها فى حزب الوفد،فضلا عن انه "استغل الدعوة لأغراض شخصية".
ونشر السكرى 24 مقالا فى صوت الأمة تحت عنوان"كيف انزلق البنا بدعوة الإخوان؟"وهى المقالات التى رصدها الباحث عبد الرحيم على والخبير فى شئون الحركات الإسلامية،"الإخوان المسلمون ..قراءة فى الملفات السرية".
رؤية على تتبنى الرصيف الآخر لرواية تاريخ الإخوان،يرى أن السكرى بطلا يهدف العدول بمسار جماعة الإخوان المسلمين ومناهضا للبنا الذى اتهمه السكرى  "بالتستر على التهمة التى نسبت إلى  صهره،عبد الحكيم عابدين،من تهمة التحرش بعضوات الجماعة،وتأرجح البنا بين الأحزاب السياسية ،واغراق الجماعة فى السياسة،ومهادنة حكومة صدقى،وعقد تحالفات مع الحكومة لاسقاط حزب الوفد".
توفى أحمد السكرى،رفيق البنا،وعدوه فى 27 مارس 1991.

عبد الرحمن سندى ..مهندس التنظيم الخاص فى عهد حسن البنا
 عبد الرحمن سندى..المتمرد
يقول عمر التلمسانى المرشد الثالث لجماعة الإخوان المسلمين عن التنظيم الخاص للجماعة:"أنشأت الجماعة هذا النظام،فى عام 1936 بهدف تحرير مصر من الاستعمار البريطانى،ثم انحرف عن الطريق".
هنا،تبزغ قصة عبد الرحمن السندى،الذى أوكل له حسن البنا،قيادة التنظيم الخاص أو الجناح العسكرى للاخوان المسلمين نظرا لانتقال محمود عبد العليم إلأى دمنهور،وكانت أول عمليات سندى،هى تفجير النادي البريطاني، الذي كان مكتظاً بضباط وجنود الجيش الإنجليزي ليلة عيد الميلاد، ولكن التفجير لم يخلف أي ضحايا.
ولد عبد الرحمن سندى فى المنيا عام 1918 وتوفى 1962،بمؤهل متوسط واعتلال فى صمامات القلب نتيجة حمى روماتيزمية،قاد سندى النظام العسكرى،فى عهد البنا،ثم تمرد على حسن الهضيبى،المرشد الثان للاخوان المسلمين،عندما قرر الأخير اعادة النظر فى النظام الخاص،واعفاء سندى من مهمة قيادته،موكلا إياه إلى أحمد حسنين،لكن السندى،أعلن تمرده على الهضيبى،وقام مع بعض انصاره باحتلال المركز العام للجماعة، وذهابه معهم إلى منزل الهضيبى وأساءتهم إليه، مما دفع هيئة مكتب الإرشاد والهيئة التأسيسية إلى اتخاذ قرار بفصل السندى وبعض من معه،وتعيين يوسف طلعت مكانه.
بعد عزله،قتل سيد فايز الذى كان عضوا فى النظام الخاص،ومباركا لفصل السندى،بعلبة حلوى مفخخة،تبعتها،تصفيات جسدية،لعدد من اعضاء النظام الخاص،نسبت إلى عبد الرحمن سندى ورفاقه المفصولين.
بدأ تمرد عبد الرحمن سندى-وفقا للتلمسانى-فى عهد حسن البنا،عندما قتل التنظيم الخاص تنفيذ عمليات،دون الرجوع إلى البنا،ويفسر عمر التلمسانى ذلك:انه السندى عندما شعر بطاعة وولاء النظام الخاص له،تملكه غرور القوة وشعر بانه ند لمرشد الجماعة ".
يقول عمر التلمسانى أن جمال عبد الناصر،نجح فى استمالة سندى بتعيينه فى شركة شل للبترول،وأثث له فيلا،ناسبا إلى سندى أنه ساعد عبد الناصر،فى التخلص من النظام،والتبليغ عن اعضائه.
أما أحمد عادل كمال،المؤرخ الاسلامى وأحد اعضاء النظام الخاص،فقد وصف عبد الرحمن سندى وصفا مغايرا فى حوار له مع إسلام أون لاين:
  "الحقيقة أنه كان رجل مخلصا، وكان متشبعا بفكرة النظام الخاص مما لا يسمح معه بكلام في أي مجال آخر ولا شك أنه كان له أخطاء، منها مثلا أنه لم يرجع للإمام البنا في قرار قتل الخازندار لكنه كان مؤمنا إيمانا لا حدود له بفرضية الجهاد في سبيل الله وحبب ذلك إلى قلبه فأفرغ ذلك الإيمان في النظام الخاص أخلص له كل الإخلاص كان يعشقه ويغار عليه وضحى في ذلك بكل غال وكان يربط كل تكليف بتوقيت وكان سؤاله التقليدي متى؟ ثم يتبع متى بلماذا؟ ومع أنه كانت له قبضة حديدية فإن قلبه كان قلب طفل ومع أنه كان مرهقا في متابعته فإنه كان عاطفيا لأبعد الحدود وكان عنيدا وكان مريضا بالقلب وكان الأطباء ينصحونه بالراحة لكنه كان لا يستجيب ويقول إذا قعدت مرضت وإذا تحركت شفيت".
نفذت عدد من الأعمال تحت قيادة عبد الرحمن سندى،من اغتيال النقراشى،ونسف المحلات اليهودية اثناء حرب فلسطين،ونسف شركة الإعلانات الشرقية،المملوكة للمستشار الخازندار،كما شارك فى حرب فلسطين وحرب القنال لاجلاء الأنجليزى سنة1948

محمد الغزالى فى شبابه

 الغزالى ..أديب الدعوة
فى عام 1945 كتب حسن البنا إلى محمد الغزالى :
أخى العزيز الشيخ محمد الغزالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد، قرأت مقالك (الإخوان المسلمون والأحزاب) في العدد الأخير من مجلة (الإخوان) فطربت لعبارته الجزلة ومعانيه الدقيقة وأدبه العف الرصين. هكذا يجب أن تكتبوا أيها الإخوان المسلمون.. اكتب دائماً وروح القدس يؤيدك، والله معك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أطلق بعدها البنا على الشيخ الغزالى لقب "أديب الدعوة".
كان الغزالى،لازال طالبا بالسنة الثالثة لكلية أصول الدين بالأزهر عندما بدأ فى نشر مقالاته،وظل حسن البنا يشجعه على الكتابة حتى تخرج ،لما لمسه فيه من الثقافة وحسن الأسلوب.
ظل الشيخ الغزالى يكتب بشكل دورى فى مجلة الإخوان المسلمين،وظل مندمجا مع الجماعة والقى القبض عليه بعد قرار النقراشى بحلها واعتقال عدد كبير من اعضائها،وظل الغزالى فى معتقل طور قرابة عام ليخرج فى عام 1949،ثم عاد وسجن بعد أن ترك الجماعة عام 1965 اثر التحقيقات مع سيد قطب.
عندما تولى المرشد الثانى للاخوان المستشار حسن الهضيبى،وقام الهضيبى بفصل الشيخ الغزالى من الجماعة اثناء فترة خلافه مع التنظيم السرى مع عبد الرحمن السندى،لرفض الشيخ الغزالى مبايعة الهضيبى.
وشهدت تلك الفترة أيضا فصل أحمد حسن الباقورى من الجماعة لقبوله منصب وزير الأوقاف،على عكس قرار الجماعة.
رد الغزالى بعدد من المقالات النارية التى اتهمت الهضيبى،بأن الماسونية العالمية نجحت فى زرع الهضيبى فى منصب المرشد العام،وهى المقالات التى اعتذر عنها الغزالى فيما بعد،فى كتابه "معالم الحق فى كفاحنا الاسلامى الحديث" وأقر بانه أخطا فى حق الهضيبى،لظنه ان البعض أوغر صدر الهضيبى تجاهه،وانهما اتفقا على أن يستمر الغزالى فى الدعوة الاسلامية وعفا الله عما سلف،لكنه لم ينضم من جديد للاخوان.
لكنه شارك المستشار  محمد مأمون الهضيبى المتحدث الرسمى للإخوان المسلمين وقتها فى مناظرة  كانت بينه ود.محمود عمارة والهضيبى من جانب وبين د.فرج فودة وحسن حنفى ومحمد خلف الله من حزب التجمع وكان موضوع المناظرة هل تكون مصر دولة إسلامية أو علمانية.وافتى الشيخ الغزالى فى محاكمة قاتل فرج فودة أنه" يجوز لأفراد الأمة اقامة الحدود عند تعطيلها، وإن كان هذا افتئاتا على حق 
السلطة..ولكن ليس عليه عقوبة، وهذا يعني أنه لا يجوز قتل من قتل فرج فودة".
أبو العلا ماضى

أبو العلا ماضى..رحلة البحث عن رخصة
عندما تقدم أبو العلا ماضى عضو جماعة الإخوان المسلمين وقتها بأوراق حزبه فى 6 يناير 1996 إلى لجنة شئون الأحزاب،والتى رفضها الموظف المسئول،وأجلها إلى 10 يناير،لم يكن يعلم انه سيحتاج إلى 15 عاما وثورة لاسقاط النظام ليتمكن من انشاء حزب الوسط،الذى كان من المفترض أن يكون حزبا لتمثيل الإخوان المسلمين.
ينتمى أبو العلا ماضى لجيل قيادات الحركة الطلابية فى السبعينات،وهو ما يمكن اعتباره ايضا الجيل الذى جدد شباب حركة الإخوان المسلمين،مستفيدا من الحرية التى منحها لهم السادات فى استقطاب الكوادر الاسلامية،مقابل الوقوف أمام تيار اليسار،كما حمل هذا الجيل ومن بينهم د.عبد المنعم أبو الفتوح،عدد من الأفكار التى يمكن اعتبارها تيارا اصلاحيا داخل الجماعة .
فكرة الحزب،ظلت مطاردة ومرفوضة من أمن الدولة والجماعة،ودفع أبو العلا ماضى ثمنها اعتقالا من قبل قوات الأمن،وتقديم استقالته من جماعة الاخوان المسلمين،التى رأت فى الحزب كما يقول الباحث عبد الرحيم على فى مقاله المنشور بالمصرى اليوم فى 2007: سحب صك الاعتدال من الجماعة، وهو الصك الذي ظل مملوكا لها لعقود طويلة في مواجهة جميع الحركات الإسلامية الأخري.
ووفقا أبو العلا ماضى الذى روى قصة تأسيس الحزب فى حوار نشرته جريدة الشروق فى 1 مارس 2011 أن بداية الضغط لتأسيس حزب بدأت عام 1989،عندما عرض أمر تأسيس حزب فى مجلس شورى الجماعة،الذى كان عضوا فيه فى ذلك الوقت،وشكلت لجنة ضمته مع د.عبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان،وسمى فى البداية حزب الاصلاح،سبقت تلك الفكرة فكرة أخرى فى عهد المرشد عام عمر التلمسانى لتأسيس حزب "الشورى" لتمثيل الجماعة بشكل قانونى،حيث كلف التلمسانى،وقتها عدد من القضاة والقانونين السابقين الذين لم يكونوا بالضرورة منتمين إلى الجماعة  لعمل مشروع الحزب.
وفى 1990 اعتبر مشروع "الشورى"  أساسا لبرنامج الحزب،وتم اختيار عبد المنعم أبو الفتوح وكيلا لمؤسسيه،لكن تعليق الشيخ عبد الله الخطيب عضو مكتب الارشاد بجماعة الإخوان المسلمين جاء صادما،معتبرا ان برنامج الحزب"شديد العلمانية" ولابد"من وضع الإسلام فيه".
تم اجهاض محاولات شباب الجماعة انشاء حزب "الاصلاح " أكثر  من مرة،وفكر ماضى عام 1995 فى تقديم استقالته لولا"اقناع أبو الفتوح له" وحملة الاعتقالات التى طالت الجماعة.
ثم كانت لحظة الحسم،عندما اجتمعت فى منزله مجموعة من شباب الجماعة،متخذين قرارا بانشاء الحزب سواء قبلت الجماعة أو رفضت.
بعد أن تقدم ماضى باوراق الحزب حاولت الجماعة عن طريق توسيط شخصيات كيوسف القرضاوى أن يتراجع ماضى عن فكرة الحزب وأن يقوم بسحب الأوراق وهو ما قوبل منه بالرفض،قام أمن الدولة باعتقاله ومع اثنين من مؤسسى الحزب :عصام حشيش ومجدى فاروق،كما قاموا بالقبض على مهدى عاكف،ومصطفى الغنيمى من غير المؤسسين بتهمة التحايل على الشرعية وتأسيس حزب سياسى،وأحيلوا إلى المحاكمة العسكرية بعد تغيير التوصيف إلى "محاولة تكوين تنظيم غير مشروع"،وحصل الثلاثة المؤسسين على البراءة فيما،حكم على 7 آخرين.
كانت الفكرة مربكة للجماعة أمن الدولة وقتها وهو الأمر الذى وصفه  عصام سلطان نائب رئيس الحزب:
"لم يكن الوسط بالمعنى السابق تمرداً على جماعة الإخوان فقط، ولكنه أيضاً كان تمرداً على قواعد اللعبة السياسية والأمنية، فحار بشأنه النظام الحاكم و الأجهزة الأمنية ، فقد اتهمونا فى بداية الأمرأننا أعددنا مع الإخوان خطة، للحصول على رخصة، ثم يدخل الإخوان بعد ذلك الحزب، ثم عادوا عن تلك النظرية لما وجدوه ولاحظوه وتنصتوا عليه فى اجتماعاتنا واجتماعات الإخوان من استفحال الخلاف والشقاق بيننا وبين الإخوان، فاتهمونا ثانياً بأننا لن نستطيع ضبط العلاقات الانسانية والأخوية بيننا وبين كثير من شباب الإخوان من جيل الوسط".
طلب المستشار مأمون الهضيبى مرشد جماعة الإخوان المسلمين فى ذلك الوقت من أعضاء الجماعة الاستقالة من الحزب،وتقدم بالفعل 46 عضوا بالاستقالة.
كما ضغط أمن الدولة على عدد من المؤسسين المسيحين لسحب توكيلاتهم.
فى 1998 عاد أبو العلا ماضى لتقديم أوراق الحزب  إلى محكمة الأحزاب،ثم قدموا الأوراق مرة أخرى بعد يومين من رفضهم في مايو ١٩٩٨ الي لجنة شؤون الأحزاب باسم «حزب الوسط المصري»، وتم رفضهم  وهو ما اعقبه  رفض آخر  من محكمة الأحزاب عام ١٩٩٩.
وفى 2004،تقدم حزب الوسط مرة أخرى بأوراقه،لتظل 3 سنوات كامل،لترفضه المحكمة بعد أن تغير قانون الأحزاب ليطلب ضم 1000 مؤسس بدلا من 50 مؤسسا.
وبعد 15 عاما فى 19 فبراير 2011 قضت دائرة شئون الأحزاب بالسماح بانشاء الحزب.
حرب التصريحات بين الإخوان المسلمين وحزب الوسط لم تهدأ،حتى الآن.
عبد المنعم أبو الفتوح فى مواجهة السادات وبجواره حمدين صباحى

 أبو الفتوح ..من السادات لطالب الطب  ومن الجماعة لطالب الرئاسة :الزم مكانك
متى تشكلت أسطورة أبو الفتوح؟
 مع السادات،طبعا.بجملته الشهيرة :الزم  مكانك والتى قالها للطالب  بكلية بطب القصر العينى،ورئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة عبد المنعم أبو الفتوح فى المناظرة الشهيرة،التى أعادها موقع يوتيوب إلى الحياة،وقال فيها للسادات أن من يعملون معه منافقين.
محمد حبيب النائب الأسبق للمرشد العام وصف أبو الفتوح بأنه العضو الوحيد الذى لم يقبل يد أى مرشد،وأنه كان "دينامو " الجماعة التى "حاولت ذبحه سياسيا بفصله منها،بعد مخالفته لها بقرار ترشحه للرئاسة".
كانت جماعة الإخوان المسلمين،قد أعلنت عقب الثورة انها لن تدفع بمرشح رئاسى،وهو القرار الذى لم يلتزم به أبو الفتوح الذى يرى "أنه يمارس حقه السياسى وفقا للائحة تنظيم الإخوان المسلمين"،الجماعة نفسها عادت وخالفت قرارها بالدفع بخيرت الشاطر للرئاسة.
محمد بديع المرشد العام للاخوان اصدر قرارا بفصل عبد المنعم أبو المفتوح،ووقتها رد أبو الفتوح :أنه واثق من أنه سيحصل على أصوات مكتب الإرشاد وصوت محمد بديع نفسه،والذى أكد فى حوار تليفزيونى أنه لن يصوت لأبو الفتوح.
بدأت علاقة عبد المنعم ابو المفتوح بالإخوان وهو طالب، وفقا لمذكراته التى حررها بالباحث فى الشئون الإسلامية :حسام تمام،ونشرت تحت عنوان:عبد المنعم أبو الفتوح شاهد على الحركة الإسلامية فى مصر.
كان الإخوان قد تابعوا باعجاب نشاطه  الملحوظ فى الدعوة،وتحويله اتحاد طلاب القصر العينى مع عصام العريان وحلمى  الجزار إلى ما سماه أبو الفتوح "معقل الحركات الاسلامية فى الجامعة،فى الفترة التى شهدت قيادات طلابية لمختلف التيارات اليسارية والناصرية كأحمد عبد الله رزة وعايدة سيف الدولة وحمدين صباحى،وهى الفترة التى وصفها أبو الفتوح "بالحرب فى ملعب مفتوح للجميع"،وتميزت بالعداء الفكرى بين "الحركة الإسلامية"وباقى التيارات من جهة.
وكان اول لقاء مباشر لأبو الفتوح –الذى تأثر بالشيخ محمد الغزالى ويوسف القرضاوى-بعضو من الإخوان فى عام 1974،وهو كمال السنانيرى الذى أرسل له من يطلبه فى لقاء،حرص السنانيرى على أن يكون سريا،فى محل أحذية يملكه عضو من الإخوان،حيث كان يخشى "أن يحدث أى ربط بين الجماعة الخصم التاريخى للنظام،والحركات الإسلامية الجديدة".
كان اللقاء عاطفيا كما وصفه أبو الفتوح فالرجل الذى قصى نصف حياته سجينا بسبب انتماؤه للاخوان،لازال يملك الشغف ذاته ليحدثه عن "قضية الإسلام والدعوة إلى الله".
كان حضور السنانيرى فى وعى الطالب أبو الفتوح "كحضور هؤلاء الذين نقرأ عنهم فى السيرة النبوية،وعذبوا  وأوذوا،وصبروا على البلاء فى سبيل تبليغ دعوة الله"،ثم تعددت لقاءاته بعد ذلك،بالقيادات التاريخية للاخوان"،وكانت عبارة عمر التلمسانى المرشد العام للاخوان فى ذلك الوقت "لا تأخذوا كلامى مسلما بها ..لكن اقتنعوا به أولا" على عقل الشاب،الذى نشأ على عبارة الطاعة للأمير.
بدأ أبو الفتوح ورفاقه فى دعوة قيادة الإخوان لعقد محاضرات وندوات فى الجامعة،مستغلين حضورهم الكبير بين الطلاب فى ذلك الوقت،وأثرت تلك اللقاءات على قرار انضمامه للجماعة كما قال فى مذكراته،وهو القرار  الذى بدأ أولا بالتواصل والتعاون ثم الانضمام سرا بناء على اتفاق مسبق مع الاخوان.
وكانت السرية "لأن السادات الذى سمح لهم بالعمل بحرية داخل الجامعات،كان سيبطش بهم لو علم ان هذا الكيان الضخم الهائل من شباب  الحركات الاسلامية قد اصبح تحت قيادة الإخوان".
بعد توقيع السادات معاهدة السلام فى عام 1979 انقضى شهر العسل بينهم وبين الحركة،فبدأوا فى شطب اعضاء الحركات الاسلامية من الترشح لاتحاد الطلبة،ثم صدر القرار الجمهورى رقم 265 لسنة 1979 بتجميد اللائحة الجديدة للاتحادات الطلابية المنتخبة واغلاق مقارها وحظر اجتماعاتها.
قبض على عبد المنعم أبو الفتوح ضمن اعتقالات سبتمبر،وساهم بعد خروجه عام 1982 مع عدد من شباب الإخوان على اعادة البناء الداخلى للجماعة،وهى المجموعة التى أطلق عليها "مكتب مصر" تمييزا لها عن التنظيمات القطرية للإخوان خارج مصر.
وهى المجموعة الى وضعت خطة تقسيم القطر المصرى إلى قطاعات،لتسهيل ترتيب المكاتب الإدارية للجماعة فى كل محافظات مصر،لضمان الفاعلية والكفاءة فى عمل الجماعة  وفى عام 1987 تبلور التنظيم وظهر بشكله الضخم،واستقر النظام الإدارى للجماعة .
الدور البارز  لأبو الفتوح الذى ظل عضوا فى مكتب الإرشاد من 1987 إلى 2009،وسجنه فى عهد مبارك فى عام 1996 خمس سنوات فى سجن العقرب ثم  عدة أشهر فى عام 2009لم يمنع الإخوان من فصله فى عام 2011 لأنه أحد الذين شقوا "عصا" الطاعة فى الجماعة.
محمد حبيب


 ولحبيب رواية أخرى
فى  26 يناير 2010 قبل عام من اندلاع ثورة مصر،فاز محمد بديع بمنصب المرشد العام للاخوان المسلمين،فى اول انتخابات علنية على هذا المنصب.
ودلل الإخوان بانتخاب المرشد العام،على ديمقراطية وشفافية الجماعة.
لكن صوت محمد حبيب نائب مهدى عاكف،المرشد الأسبق،كان يسير عكس التيار،فلم يحضر حبيب،حفل  تنصيب ومبايعة بديع،الذى عرف بانتماؤه المتشدد لمدرسة سيد قطب(القطبين).
وشكك حبيب الذى فقد مقعده للمرة الأولى منذ سنوات كعضو فى  مكتب الإرشاد مع عبد المنعم أبو الفتوح(التيار المعتدل والنافذ فى الجامعة) فى نتائج الانتخابات،قائلا:أنها تمت بالاختيار لا بالانتخاب.
استقال حبيب من منصبه كنائب أول لمرشد للجماعة،واحتفظ بعضويته فى مجلس الشورى القطرى.
وعقب ثورة 25 يناير،عاد للاختلاف مع مرشد الجماعة،بعد استقالة كل من عصام العريان وسعد الكتاتنى  ومحمد مرسى من عضوية مكتب الارشاد لتأسيس حزب الحرية والعدالة،يرى حبيب أنه وفقا للائحة ومع خلو مناصب المستقيلين الثلاثة كان عليهم تصعيده إلى مكتب الارشاد بدون انتخاب،لحصوله على 40% من الأصوات فى انتخابات 2009،والتى طالب فيها حبيب بلجنة تقصى حقائق لا تتبع مكتب الارشاد أو منصب شورى الجماعة،للتحقيق فى نتائج الانتخابات التى جاءت ببديع فى منصب المرشد العام.

قدم حبيب استقالته،وقام بتأسيس حزب النهضة.
لعب محمد حبيب دورا هاما اثناء وجوده فى منصب النائب الأول لمرشد الإخوان المسلمين،فى خلق تواصل فى بناء توافق بين تيار المعتدليين والانعزاليين وفقا لتعبير عمرو حمزاوى.

كمال الهلباوى

بعد الثورة ..استقالات بالجملة  ولعنة العسكر وعمر سليمان تطارد مكتب الارشاد
--------------------------------
شهدت جماعة الإخوان المسلمين بعد الثورة،أكبر حالة فصل واستقالات لأعضائها،نتيجة الخلاف فى الرؤى.
ابرز الأسباب التى اوردها المستقيلين كانت بسبب دعم المجلس العسكرى،ضد الثورة،فضلا عن اتهامات بالتفاوض مع عمر سليمان اثناء الثورة لاخلاء الميدان من اعضاء الجماعة مقابل السماح بانشاء حزب وجمعية،فضلا عن عدم نظر الطعون المقدمة فى انتخابات مكتب الارشاد فى 2009.
ومؤخرا نشرت جريدة الحرية والعدالة الناطقة باسم الحزب بيانا باسماء اعضائها المفصولين على مدار 80 عاما،فصلوا من الجماعة موضحين اسباب فصلهم،وهو ملخصته الجماعة بخروجهم على ما اقره مجلس شورى الجماعة موضحة ان حالات الفصل كانت محدودة وان الغرض منها الحفاظ على "كيان الجماعة"،وذلك بعد تزايد حالات نشر عدد من اعضائها،استقالات مكتوبة ومسببة تتلقفها الكتب سريعا،وآخرها استقالة على الهواء من كمال الهلباوى عضو الاخوان المسلمين.
كان اللافت هو أن من المفصولين عدد من القيادات التاريخية للحزب،كعبد المنعم أبو الفتوح لترشحه للرئاسة  وأبو العلا  ماضى لتأسيسه حزب الوطن  ومحمد حبيب وابراهيم الزعفرانى لتشكيكه فى انتخابات المرشد العام،كما تم فصل مدعمى حملة ترشح أبو الفتوح،و10 من شباب الاخوان الذين خالفوا قرار الجماعة بعدم الانضمام أى حزب سوى الحرية والعدالة وقاموا بتأسيس حزب التيار المصرى،من بينهم:اسلام لطفى،وعبد الرحمن خليل.
كانت آخر حالة استقالة من الحزب لكمال الهلباوى المتحدث السابق باسم جماعة الاخوان فى اوروبا وأحد قياديى الإخوان السابقين ،الذى أعلن استقالته على الهواء فى برنامج العاشرة مساء،بعد أن دفعت الجماعة بخيرت الشاطر رغم تصريحها فى ابريل الماضى انها لن تدفع بمرشح رئاسى ،واعرب الهلباوى فى البرنامج عن حزنه للأداء "االمتخبط لقيادات الاخوان  وسعيها للسلطة بشكل لا يختلف مع أداء الحزب الوطنى السابق،وفصلها للدكتور عبد المنعم ابو الفتوح عندما اعلن ترشحه للرئاسة،مؤكدا وجود صفقات مستمرة وعدم شفافية،وان المجلس العسكرى لو لم يكن موافقا على ترشيح الشاطر لما رفع الحظر عنه.
ورد محمود غزلان عضو مكتب الارشاد :أن استقالة الهلباوى مجرد فرقعة اعلامية،وان المتحدث الرسمى السابق للإخوان المسلمين فى اوروبا لا ينتمى لتنظيم الاخوان.
استقالة الهلباوى،سبقتها استقالات كثيرة مسببة،ومكتوبة،وعلى عكس الأداء السرى للجماعة طيلة 80 عاما،كان الاعلام واحدة من وسائل النشر العلنى لتلك الاستقالات.
ففى ابريل 2011 نشرت الصحف نص استقالة ابراهيم الزعفرانى،أحد قيادات الاخوان فى الإسكندرية،وعضو شورى الجماعة،والذى خدم الجماعة أكثر من 45 عاما وفق لنص الاستقالة التى قدمها إلى المرشد العام محمد بديع والتى جاء فيها:
قد عشت داخل تنظيم الاخوان،45 عاما،اظن انى كنت ثابتا فيها كغيرى من الاخوان الكرام،حتى كانت أوائل سنة 2010،حيث أجريت انتخابات مكتب الارشاد والمرشد العام،وكان لى اعتراضات على اللائحة،وضرورة تطويرهاوكذلك مذكرة فيما جرى فى الانتخابات ومر عام وأكثر ولم يحدث تطوير ولم اتسلم ردا على مذكرتى".
واضاف الزعفرانى"انه بعد ثورة 25 يناير لم أرى تغييرا حقيقيا وظهرت دلائل هى فى نظرى لا توحى بفصل الحزب عن العمل الدعوى والتربوى والاجتماعى بعد أن قام مكتب الشورى بتعيين وكيل مؤسسى الحزب،مما يعنى تبعيته لتنظيم الاخوان المسلمين"
وعن قرار الجماعة بعدم اشتراك اعضائها فى اى أحزاب أخرى غير حزب الحرية والعدالة،يرى القيادى السابق بالأخوان بأن ذلك يعد:"حرمانا لأفراد الأخوان من الاندماج فى المجتمع".
استقالة الزعفرانى سبقتها استقالة أخرى مسبب من القيادى بجماعة الاخوان بالإسكندرية ومدير مركز ضحايا لحقوق الانسان هيثم  ابو خليل فى 31 مارس 2011،وحملت الاستقالة 12 سببا للاستقالة أبرزها التفاوض مع عمر سليمان أثناء الثورة ،يقول أبو خليل فى نص استقالته:" استقيل لاعتراضى علي عدم اتخاذ إجراء صارم وحاسم ضد أعضاء من مكتب الإرشاد ذهبوا إلي لقاء سري علي إنفراد بينهم وبين اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق أيام الثورة..وهو لقاء أخر غير اللقاء المعلن والذي حضره الكثير من القوي الوطنية هذا اللقاء الذي خصهم فيه سليمان بالتفاوض من اجل إنهاء المشاركة في الثورة مقابل حزب وجمعية ..وكنت أتمني بدل من أن يثور مجلس الشوري العام عليهم فور علمه أن يقيل مكتب الإرشاد بأكمله والذي أقسم أفراده علي عدم البوح بهذه المصيبة".
كما اتهم القيادى السابق الجماعة بالتفاوض مع أمن الدولة فى 2005 على السماح للجماعة بالفوز بعدد من مقاعد البرلمان مقابل نسبة معقولة من التزوير.
وكان هيثم أبو خليل قد تعرض قبل الاستقالة لأزمة مع الجماعة استمرت لمدة عام أوردها فى نص الاستقالة"للتعامل معىب تعسف مذهل فبعد الإيقاف شهر بتهمة التعاطي مع الإعلام وهز الثقة والنيل من القيادات قام المكتب الإداري بتغليظ العقوبة ثلاثة أشهر ثم يرفض رفع الإيقاف رغم مرور أكثر من عام حتي الآن ".
وأشار مدير مركز ضحايا فى اسباب الاستقالة إلى "تجاهل الطعن الذى تقدم به ابراهيم الزعفرانى فى نتائج انتخابات مكتب ارشاد الجماعة".
وكان الشيخ محمد رسعيد عبد البر القيادي بجماعة الإخوان المسلمين،قد تقدم باستقالة قبل استقالة أبو خليل بعشرين يوما،بسبب "انفصال الجماعة عن النسيج الوطنى"و "انتشار الفكر الوهابى والقطبى بين القيادات ورفضها للنقد الداخلى".كما ان الجماعة وتتسارع لدعم العسكر وتحرص على إيقاف الحالة الثورية " واتهم  الجماعة بأنها تقسو على الأفراد وتشهر في وجوههم سيف السمع والطاعة" داعيا" لتأسيس جماعة أخرى".
واستشهد عبد البر في استقالته بما جرى مع الدكتور إبراهيم الزعفراني عندما تقدم بمذكرة تحمل 30 تحفظا على الانتخابات الداخلية لمجلس شورى الإخوان , ولكن أحدا لم يلتفت إلى هذه التحفظات , بالإضافة إلى حالة التخبط في التصريحات والتي كان منها نفى الجماعة أن يكون هنا اى تنسيق بين الأمن والإخوان في انتخابات 2005 , وذلك ما كذبه المرشد العام السابق والذي أكد انه كان هناك تنسيقا بين الجانبين.
وأورد عبد البر فى استقالته،وجود مخالفات مالية بحق قيادات الاخوان"

 نشر بالفعل أن هناك انحرافات مالية في نادي أعضاء هيئة التدريس جامعة القاهرة منسوبة لرئيس النادي , وهو من الإخوان , وأحيل الموضوع للدكتور فتحي لاشين للتحقيق الداخلي فيه وكتب الدكتور تقريرا ذكر فيه ما يراه من الحق في المسألة، وتم إخفاء هذا التقرير بل ومعاقبة من أعلن عن هذه الوقائع وهو فرد من الإخوان في قطاع وسط الجيزة وأستاذ في الاقتصاد، ورغم نشر الموضوع إعلاميا ومعرفة الرأي العام به إلا أن القيادة لم تحرك ساكنا في الكشف عن وجه الحق فيه داخليا ولا إعلاميا , ونشر بالفعل أن هناك إشكالا ماليا يتعلق بملكية مدرسة بالإسكندرية ونسب لأحد أعضاء مكتب الإرشاد التورط فيه وأنه يرفض الإقرار للجماعة بملكية المدرسة مساوما على معاش لا يستحقه له ولأفراد أسرته، ولم تحرك الجماعة ساكنا في الرد على هذا"
وكان محمد سعيد عبد البر قد عمل أكثر من 22 عاما داخل صفوف الجماعة،وهى نفس المدة تقريبا التى
قضاها القيادى هيثم أبو خليل.

نشرت فى المصرى اليوم يوم 8 إبريل 2012