Wednesday, February 22, 2012

كما يرى النائم


"حلم أول "

فنى كل شىء ..فصار صوت الابرة يرن ..لكنه لم يزعج أحدا..فقد فنى كل شىء..ثم مرت ورقة شجر عبر عَرق نزف ..ثم فنى كل شىء ..ثم مر بلبل..لم يجد ما يلتقطه سوى حبة ناشفة سقطت من السماء ،ثم مرت وردة كسهم ظلت تزرع الألوان ..حتى لايفنى كل شىء ..ثم فنى كل شىء..إلا ألوان لايستقيم معها الفناء ..كالأبيض والأسود..ثم كانت الصحراء ..مرت بها خيول تدب بقوة كالفيضان ..خيول بلافرسان ..كانت كأنها انتهت من غزوة أو معركة ..ظلت تلك الخيول تمسح الأرض ..تجرى وتجرى كأنها بلا انتهاء ..حتى انتهت عند وجه فارس له وسامة نبع وبهاء صولجان ..ولما ترجل عن حصانه تفجر تحت قدميه نهران أحدهما من تعب بعيد ..والآخر من حزن أصيل وعالق بروحه ..شرب منهما شربة ثم سقى الأرض ..كان هو الآخر يبدوا منهكا وحزينا رغم انتصارخيوله التى بلا فرسان..لكن فى النهاية بدت على وجهه نظرة راضية عن كل شىء
"حلم ثان"

كنا على جدار عال لقلعة ..نتبادل الحب خائفين من السقوط ..ونتبادل السقوط خائفين من الحب ..كان كل شىء يهتز بفعل الحب والخوف ..مرت عين طائر ..خطفت القلعة ..فوقفنا على جدار عال فى الهواء بلا بناء من تحته ..حتى مر جناح طائر ..فنبت للجدار جناحين ..ظل يطير بنا فى أركان العالم ..حتى أدركناها منتشيين ..وفوق الجدار كنا لانزال نتبادل الحب خائفين من السقوط ..ونتبادل السقوط خائفين من الحب ..حتى مر منقار طائر ..خطف حبيبتى وتركنى وحدى فوق جدار يهتز فى الهواء
"حلم ثالث"

أبى فى وسط بحر هائج ..يغزل من خيوطى جزيرة ..وأمى تجادل ثعابين كبيرة عنى ..كى تنتظر قليلا حتى يفرغ أبى من غزل جزيرة من خيوطى ..كانت الثعابين تصر على التقاطى لولا براعة أمى فى الفصال ..كعادتها مع باعة الخضار والسمك ..أقنعتهم فى النهاية أن يصيروا حمائم ..ولما انتهى أبى من صنع جزيرة من خيوطى ..انشق عن البحر حوت كبير له ابتسامة طفل ..منحنى مقصا ..فصلت به الخيط الواصل بينى وبين الجزيرة ..وطرت مع الحمائم كحمامة لها ابتسامة طفل ..كى أرى الجزيرة بشكل أوضح
"حلم رابع"

كان يركب دراجة وحده ..فلما رآنى ..نزل عن دراجته ..ومشينا سويا ..وكل واحد منا يمسك بمقود الدراجة ..كان مشينا بطيئا ..لكنه لم ينزعج ..قلت لو ركب الدراجة وحده لوصل سريعا إلى مبتغاه ..فلما عرف ما جال ببالى ..قال:أعلم ..لكنى أريد أن أصل معك ..أنت تتوه دائما ..وأنا أريد أن أصل بك ..حتى لوكان مشينا معا بطيئا ..لايهم ..الأهم أن نكون معا ..لنصل ..عند باب جامع ترك دراجته وحذاؤه بالخارج ودخل ..وتركنى أختار بين الدخول وبين المضى بعيدا
"حلم خامس"

كان علينا أن نصعد الجبل سويا ..كان الجبل على قمته طائر ..يخرج على الناس كل عام ببيضة من ذهب ..ظللنا نصعد ونصعد ..أنهكنا العرق وضجر بعضنا من المسافة ..من ضجر منا صار أعشابا طرية فى الجبل ..اقتلعتها الريح بسهولة..تبقى قلة منا ..فى منتصف المسافة قال البعض :هذا هراء ..لايوجد طائر فى أعلى الجبل يخرج على الناس ببيضة من ذهب ..فعادوا إلى الأرض ليطاردوا فراشة ..قبل بلوغ القمة بقليل ..تجمد البعض من الثلج فصاروا ثلجا ..وحدى بقيت حتى النهاية أعافر الوقت والريح والبرد وزوغان البصر ..لما وصلت وجدت طائرا لم تره عين من قبل ..كان قد جمع لمن تحمل بيضا من ذهب ..جمعت. منه ما استطعت ونزلت ..ثم صعدت مرة أخرى ..فصرت طائرا يخرج على الناس كل عام ببيضة من ذهب
"حلم سادس"

لى صديق لم يبك مرة فى صحوه ..فكان ينتظر منامى كل يوم ..ليبكى بحرية ..كنت أدخله منامى كلما أراد أن يبكى واؤجل له r أحلاما كاملة ليبكى

"حلم سابع"


.كان على أن أجرى بلا انقطاع وراء وردة ..كلما اقتربت منها ..بعدت..لذا ظل على أن أجرى بلا انقطاع ..حتى تعبت ..فاستلقيت على ظهرى فى الصحراء الكثيفة ..فنبت لتعبى ورودا كثيرة ..فظللت أقطفها من على جسده ..وأضحك

"حلم ثامن "

كنت قد سرقت تفاحة من بستان غنى ..فطاردتنى عصاه ..فقررت الهرب والاختباء ..فلما ذهبت إلى بيت أخى ..وجدت بيته لايسع لولد يحمل تفاحة ..ذهبت إلى بيت صديقى ..وقبل أن أدق الباب ..كان البيت قد اختفى ..ذهبت إلى صديق ثان ..أخذ من يدى التفاحة ..أكلها ثم وصمنى بالسرقة ..فاختبئت داخل روحى بعنف حتى طلع الصباح ..فوجدت الرجل الغنى قد كتب لى بستانا وجواهر فى الخزانة..أما العصا فقد أوصى بها لنفسه ..كى تدفن معه فى قبره فيضمن أن لاتطارد أحد

2 comments:

  1. فقط أردت أن أسجل إعجابي الشديد بأحلامك ..
    كما إن كتاب مملكة من عصير تفاح من الكتب القريبة إلى قلبي
    أرجو ألا يغيب قلمك طويلاً :)
    تحياتي

    ReplyDelete
  2. متشكر ان الكتاب عجبك

    ReplyDelete