Thursday, June 9, 2016

كهدايا الآباء ..محبتها ملغمة بالخسارة


لو كنت حريصا على منح مازن أي شيء، لكان إدارك النكتة. السخرية من كل شيء، وأي شيء. من نفسه ومن الآخرين وسخرية الآخرين منه. ربما ظننت أن ذلك سيجعله أكثر قوة وصلابة، النكتة وحدها ستخفف من أثر العالم كمآساة. وأنا كأي أب أتمنى له حياة سعيدة، لاهية تتمتع بالكثير من اللطف. ربما  أفعل ذلك كاعتذار لكوني سببا في ورطة الحياة  - الأقل بؤسا  إن أدرك النكتة-  أو ربما لازلت أخفي رغبتي الطفولية، في أن أكون محض مهرج، قادر على إضحاك الآخرين، فشلت في أن أصبح خفيف الدم أو فقدت ذلك في الطريق، أن أكون محبوب الجميع..أخسر الصداقات وأكون الأعداء ببساطة شرب الماء والتدخين.. لا شيء يضحكني الآن إلاه، ولا استطيع ومن ثم لم أعد أرغب في أن أضحك أي شخص إلاه، هو جمهور رغبتي السرية الوحيدة الآن. جمهور قوامه طفل يملك أربعة سنوات ونصف. ذلك بائس لأب ظللته الكآبة، وخبر سعيد لطفل.
ابتسامته، ضحكته المجلجلة على أفعالي السخيفة، الأغنيات البلهاء التي نرتجلها سويا، تصنع بيننا الرابطة، فأنا على عكس أمه، لم أنجح في تعليمه كتابة حرف واحد، أو رقم. رغم أني حاولت. ورغم أني-على عكس أمه- أشجعه على الاستهتار بهذا الانضباط المفروض، نضحك خلسة على كل شيء يجعل الأمور جادة أكثر من اللازم. ربما لأن حياتي صارت جادة أكثر من اللازم. فجأة. الآباء طفيليات أبناؤهم.  أتمنى أن تكون هديتي مقبولة ودائمة ومفيدة على أي حال، وأن تتفهم ما يميزها وأن تعرف أنها أيضا أنها كأغلب هدايا الآباء، ملغمة بالمحبة والخسارة.

No comments:

Post a Comment