Sunday, April 8, 2012

المنشقون عن "طاعة الإخوان"..من عصر البنا" إلى حكم بديع

صورة لحسن البنا وسط انصاره

ربما يكمن سر قوة الاخوان على مدى 80 عاما،فى قانون السمع والطاعة،وربما يكمن مقتلهم أيضا.
الاستقالات الأخيرة وقرارت الفصل بجماعة الإخوان المسلمون،لم تكن أول أزمة يواجهها الإخوان على مدار تاريخهم،بداية  من أزمة قبول البنا لتبرع من قناة السويس وحتى  جماعة شباب محمد التى اعلنت انشقاقها عن  الإخوان المسلمين،عام 1939 إلى كمال الهلباوى فى  2012 الذى استقال من الجماعة بعد الدفع بخيرت الشاطر كمرشح رئاسى لها،تاريخ طويل من الاستقالات والانشقاقات عن الجماعة.

 العلاقة المترددة بالسلطة،طريقة فهم الدعوة،الخروج عن مجلس الشورى،كلمات مفتاحية،فى  تاريخ الانشقاق عن "عصا" الطاعة،نحاول رصد ما يمكن رؤيته من قمة جبل الثلج،فلكل تاريخ روايتين،رواية الآخرين،وراوية الإخوان.


مقال لحسن البنا فى جريدة "النذير"


جماعة شباب محمد
تسمى أدبيات الإخوان المسلمين أنشقاق عدد من اعضاء الجماعة وتأسيس جماعة جديدة باسم  شباب محمد عنهم فى 1940 بالفتنة

فلم تكن أزمة انشقاق جماعة شباب محمد هى الأولى فى تاريخ جماعة الإخوان المسلمين،فمن قبلها ثارت أزمة بسبب قبول حسن البنا مؤسس الجماعة من البارون "دى بنوا" مدير شركة قناة السويس،500 جنيه كتبرع لانشاء مسجد،وهو ما اثار لغطا داخل الجماعة نتيجة قبول تبرعا من "المستعمرين".
ووفقا لرواية الإخوان للتاريخ":فقد جاء رد حسن البنا" على هذه الأقاويل حاسماً: إن هذا مالنا لا مال الخواجات, والقناة قناتنا, والبحر بحرنا, والأرض أرضنا, وهؤلاء غاصبون في غفلة من الزمن.. وشاء الله ـ جلت حكمته ـ أن يكون بناء المسجد قد تم, فوضع التبرع في دار الإخوان المسلمين التي بنيت فوق المسجد, فسكنت الشائعات وهدأت النفوس بعض الوقت!".
كان المال والعلاقة المترددة بالسلطة والفهم الخاص بأسلوب الحركة الدعوية "الجهاد أم التدرج البطىء فى الدعوة".،هى محور  عدد كبير من الانشقاقات فى تاريخ الجماعة.
ثم كانت الفتنة الأولى التى يرويها محمود عبد العليم فى كتابه"الإخوان المسلمون..أحداث صنعت تاريخ":
"ففى عام 1937  اعترض بعض اعضاء الجماعة  على مسلك الحركة إزاء بعض القضايا، وكان لهم وجهة نظر مخالفة تمام المخالفة لمنهج الإخوان, وهم الأستاذ محمد عزت حسنى وأحمد رفعت وصديق أمين وحسن السيد عثمان   ؛ حيث رأوا أن تتعامل الدعوة بالشدة مع الحكومة والنساء اللائي يخرجن سافرات بدلاً من اللين والدعوة بالحسنى, وأن يتوجه عدد من الإخوان للمشاركة فى الجهاد فى فلسطين, غير أن الأمور لم تكن تسير بهذه الطريقة، خاصةً أن الدعوة فى مرحلة التعريف بها, وأن الأمور لا تؤخذ بالشدة فى كل الأحيان, فما كان من هؤلاء النفر إلا أن أعلنوا عصيانهم وابتعدوا عن الجماعة وكان من نتائج هذه الفتنة أن خرجوا من الجماعة ومعها  مجلة الإخوان المسلمين".

فى مايو 1938 صدر العدد الأول من  مجلة النذير،على يد محمود أبو زيد عثمان المحامى"مدير وصاحب امتياز المجلة"،وبرئاسة تحرير صالح عشماوى،وفى افتتاحية العدد أعلن البنا أنه وجماعته انهما  سينتقلان من "دعوة الكلام وحده إلى دعوة الكلام المصحوب بالنضال والأعمال"،"ويوضح البنا فى الافتتاحية موقف القوى السياسية من الجماعة "ستخاصمون هؤلاء جميعا فى الحكم،وخارجه خصومة شديدة وخارجه خصومة شديدة لديدة إن لم يستجيبوا لكم ويتخذوا تعاليم الإسلام منهاجاً".
وعن الدخول فى معراج السياسة يقول" ولسنا في ذلك نخالف خطتنا أو ننحرف عن طريقتنا أو نغير مسلكنا بالتدخل في السياسة” كما يقول الذين لا يعلمون ولكنا بذلك ننتقل خطوة ثانية في طريقتنا الإسلامية وخطتنا المحمدية ومنهاجنا القرآني ولا ذنب لنا أن تكون السياسة جزءاً من الدين وأن يشمل الإسلام الحاكمين والمحكومين"و" ولينصرن الله من ينصره ولا أقول لكم إلا كما قال إبراهيم من قبل”فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم
”.
وينهي البنا افتتاحيته " إن لنا في جلالة الملك المسلم أيده الله أملاً محققاً وفي الشعب المصري الذي صقلته الحوادث ونبهته التجارب ".
 لم تكن "النذير" هى التجربة الصحفية الأولى التى تملكها الجماعة،لكن سبقتها "مجلة الإخوان المسلمين"  الأسبوعيا والتى كان يحررها حسن البنا بالكامل،وهو الأمر الذى اختلف مع النذير،فقد ترك سياستها التحريرية،فى يد رئيس تحريرها صالح عشماوى.


ووفقا لموقع ويكبيديا الإخوان المسلمين،أو كما تسميه الجماعة"الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين"،أن الصحيفة استمرت تعبر عن الإخوان طيلة 44 عددا،قبل أن "ينحرف بها عن دعوة الإخوان" محمود أبو زيد عثمان صاحب ترخيص الجريدة،وانضمامه لجماعة شباب محمد،بسبب اختلافه مع حسن البنا.
ويلقى د.رفعت السعيد فى كتابه حسن البنا كيف ومتى ولماذا؟الضوء على خلفية الانشقاق.
ففى عام 1938 قفز عد د شعب الإخوان من 51 شعبة إلى 300 شعبة،كانت تلك المرحلة وفقا للسعيد هى مرحلة ثالوث"البنا-على ماهر-المراغى" فى محور واحد مناهض لحزب الوفد وموال للسراى.
على ماهر الرجل القوى،الذى وقع تحت تأثيره الملك فاروق،وفقا لوصف ديفيد كيلى،رجل المخابرات البريطانية فى ذلك الوقت ومستشار المندوب السامى" وقع فاروق في مرحلة مبكرة من حياته تحت نفوذ علي ماهر باشا الذي أصبح صاحب النفوذ الأول في السراي، إن علي ماهر رجل ذكي جداً، لكنه كان طموحاً جداً، وكان طموحه يستهلكه، ولهذا فقد سارع في أن يصب في نفس الملك الجديد ذات الكراهية التي كانت تملأ نفس والده ضد الوفد ».
كان التعاون مع على ماهر واحدا من اسباب انشقاق جماعة محمد.


يقول الباحث د.عبد المنعم منيب فى كتابه خريطة الحركات الإسلامية فى مصر الصادر عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان أن جماعة شباب محمد حددوا خلافهم مع الإخوان في عدة نقاط أبرزها عدم أخذ قيادة الإخوان بمبدأ الشورى في إتخاذ القرار وذلك بالمخالفة لتعاليم السياسة الشرعية الإسلامية و كذلك عمل جماعة الإخوان المسلمين تحت لواء الحاكمين بغير ما أنزل الله على حد تعبير المجموعة المنشقة و يقصدون به رضا جماعة الإخوان بالعمل السياسي في إطار القانون الوضعي السائد و الذي يحكم العمل الحزبي و النقابي

يتابع منيب :كانت جماعة
 "شباب محمد" تؤمن أنه لا سبيل لنهضة الأمة الإسلامية و الخلاص من مشاكلها إلا بإقامة الخلافة الإسلامية والعودة للإسلام الصافي كما كان عليه النبي (ص), و هي في ذلك مثل سائر الجماعات الإسلامية السابقة و اللاحقة لكنها زادت عليهم شيئا جديدا و هو أنها حددت أنه لا سبيل لتنفيذ ذلك سوى بالتشدد و التعصب للإسلام بمعنى عدم المهادنة أو اللين و كذلك استخدام الجهاد المسلح, و قد أعلنت "جماعة شباب محمد" ذلك في أدبياتها .
ووفقا لرواية الأخوان فان رئيس تحرير صالح عشماوى،كان يؤدى فريضة الحج عندما صدرت 3 أعداد من مجلة النذير،مستخدمة اسمه وهى خارج سيطرة الجماعة،وعندما عاد وعلم بانفصالهم،قدم استقالته،والتى نشرتها الاخوان فى مجلة "التعارف" التى استأجروها : "فوجئت يوم عودتي من الأقطار الحجازية يوم الجمعة 8محرم سنة 1359ه - 16 فبراير سنة 1940م بخبر انفصالكم عن الإخوان المسلمين، وقلبكم ظهر المجن على صفحات "النذير" لفضيلة أستاذك وأستاذي ومرشدنا جميعًا إلى خير دعوة أخرجت للناس الأستاذ حسن البنا، ولقد اشمأزت نفسي من هذا الغدر والجحود، وهالني أنكم نشرتم اسمي على صدر "النذير" كرئيس تحرير المجلة مما يوهم القارئ أني أشارككم الرأي، وأنحدر معكم إلى الهاوية التي اندفعتم إليها، مع أنه لم يؤخذ رأيي لا تلميحًا ولا تصريحًا، وكيف يمكن ذلك وقد حدثت الفتنة أثناء سفري ولم تجر بيننا مكاتبات؟؟واليوم أحمد الله تبارك وتعالى الذي رد علي عافيتي، ومكنني من الكتابة إليكم معلنًا استقالتي من رياسة تحرير "النذير" من أول يوم خرجت فيه على مبادئ الإخوان المسلمين، واستباحت لنفسها النيل من أكبر داعية إلى الله".
فى كتابه "الإخوان المسلمين أحداث صنعت تاريخ"،يروى  محمود عبد العليم،أحد أنصار البنا،راوية "توافقية" :فلما انشقت جماعة "شباب  محمد " ذهبوا إلى الشيخ البنا  وطلبوا أن يكون المرشد العام لهم ،الا أنه أجابهم بالرفض قائلا:لا يجوز أن يكون للمسلمين الا مرشد عام واحد.
ويتابع عبد العليم:" خسرنا عددًا قليلا من خبرة الإخوان علي رأسهم الأخ محمد المغلاوي رحمه الله وقد صارحني بأنه يكن لي ولإخواني كل حب وتقدير ولكنه لا يستطيع الصبر علي ما اختطته الدعوة لنفسها من أسلوب بطئ ومع ذلك فهي ذلك فهي أحسن التكوينات الموجودة في مصر ولذا فإنه سيحاول إنشاء تكوين جديد حثيث الخطي يتجاوب في خطو سريع مع ما يجيش في صدورنا وتضطرم به نفوسنا .
    وقد صدق ما وعد أسس تكوينًا جديدًا سماه " شباب محمد " وقد التقي في آماله بآمال شخصية مسلمة هي شخصية الأستاذ حسين يوسف فكونا معًا هذا التكوين الجديد ، وانضم معهم مجموعة من الإخوان المتعجلين وأفراد آخرون . والأستاذ حسين يوسف رحمه الله كان مدرسًا في مدرسة الفنون التطبيقية ومع ذلك فإنه كان ناقما علي ما جرت عليه هذه المدرسة من رسم الرجال والنساء عاريات وكتب في ذلك الكثير من الاحتجاجات".
بلغت جماعة شباب محمد ذروة قوتها فى عام 1948 أثناء حرب فلسطين،وانضم إليها الشيخ حافظ سلامةواشترك معها فيما سمى "بالنضال الاسلامى" ضد المستعمر،يقول محمود عبد المنيب فى كتابه خريطة الحركات الاسلامية فى مصر ".ارسلت جماعة شباب محمد
 في إحدى المرات ما يعادل نحو 20% من كتائب المتطوعين الذاهبين لفلسطين بينما أرسل الإخوان المسلمون نحو 70% من هذه الكتائب،وأرسلت باقى الأحزاب 10% فقط"
لكن مع مجىء عبد الناصر،تقلص وجود الجماعة،ولم يعد منها شىء فى نهاية السبيعنات من القرن العشرين سوى بعض الكتيبات والمنشورات ،التى كانت تصدر من حين لآخر باشراف محمد عطية خميس المحامى،وفى اوائل الثمانينات،انتهى أى ذكر لجماعة شباب محمد ،فى الشارع السياسى والإسلامى".
أحمد السكرى..أول نائب للمرشد العام حسن البنا قبل طرده من جماعة الإخوان


أحمد السكرى ..طريد جنة الاخوان
لكل تاريخ راويتين،راوية الآخرين،ورواية الإخوان،وهو الأمر الذى ينطبق بشدة على أحمد السكرى،الشخص الأكثر إثارة للجدل فى تاريخ الجماعة.
وصل أحمد السكرى لمنصب وكيل إمام الإخوان المسلمين،حسن البنا،قبل أن تتخذ الجماعة قرارا بخروجه منها،ليكون جمعية الإخوان المجاهدون الأحرار،ويتخذ لها مقرا فى ميدان الخديوى اسماعيل،غير أنها كشأن التجارب المنشقة على الأخوان،لم تدم كثيرا،فانضم بعدها لجماعة مصر الفتاة بعد "يأسه من تأييد حزب الوفد"،وقدمه وقتها رئيس الحزب أحمد حسين،على أن يكون وكيلا له،فزاد –وفقا لراوية الإخوان- من توتر العلاقة بين الإخوان المسلمين ومصر الفتاة.
تعرف  السكرى على حسن البنا  في جمعية  الإخوان  الحصافية, وأسسا سويًا جمعية الحصافية الخيرية برئاسته وكان البنا سكرتيرا لها بهدف"محاربة المنكرات والتصدى للتبشير"
وبعد أن انشأت جماعة الإخوان المسلمين بالاسماعيلية عام 1928،قام بانشاء شعبة للاخوان بالمحمودية،وصار نائبا لها فى عام 192،وشارك السكرى فى أول اجتماع لمجلس شورى الإخوان،فى 15 يونيو 1933،ثم اختير عضوا منتدبا فى مكتب الإرشاد،وبعد أن انتقل الإخوان للقاهرة،ليختير وكيلا للإمام البنا،كما رأس الإدارة السياسية لمجلة الإخوان المسلمين،قبل أن يفصل عام 1947"لمخالفته "منهج الجماعة".
ووفقا لرواية الإخوان،فى الموسوعة الرسمية لتاريخ الإخوان المسلمين،فان أسباب فصل السكرى من الجماعى بدأت بشن السكرى هجوما على البنا فى مقالات بصوت الأمة والكتلة،ذكر فيه أن البنا له اتصالات ببعض الشخصيات الأجنبية،وهى اتهامات لم يستطع السكرى،وفقا لراوية الإخوان أن يقدم سندا بصحتها.
كما اتهم السكرى البنا،بالاستبداد فى اتخاذ القرار،فقررت الهيئة التأسيسية للاخوان المسلمين بتوجيه اللوم إليه واتخذت القرارات الآتية: "اعفاء كل من الأستاذ محمد عبد السميع الغنيمي أفندي والأستاذ سالم غيث أفندي والأستاذ أحمد السكري أفندي من عضوية الجماعة، لما تعرفه الهيئة من تصرفات الأستاذ أحمد السكري، واعتباره مُناقضًا للعهدحانثًا باليمين خارجًا على الجماعة مُحاربًا للدعوة، وكذلك كل من اتصل به أو ناصره"
وتسهب أدبيات فى وصف السمات الشخصية "السيئة" للسكرى والتى اعتبروها "ليست تجريحا فى شخصه" ولكنها "مواقف تضىء لهم تفسير حادث خروج السكرى عن الجماعة":فهو "محب للظهور والزعامة"،"وكان"يتجسس على مخاطبات البنا،الشخصية،وسرب وثائق الإخوان السرية إلى فؤاد سراج الدين لينشرها فى حزب الوفد،فضلا عن انه "استغل الدعوة لأغراض شخصية".
ونشر السكرى 24 مقالا فى صوت الأمة تحت عنوان"كيف انزلق البنا بدعوة الإخوان؟"وهى المقالات التى رصدها الباحث عبد الرحيم على والخبير فى شئون الحركات الإسلامية،"الإخوان المسلمون ..قراءة فى الملفات السرية".
رؤية على تتبنى الرصيف الآخر لرواية تاريخ الإخوان،يرى أن السكرى بطلا يهدف العدول بمسار جماعة الإخوان المسلمين ومناهضا للبنا الذى اتهمه السكرى  "بالتستر على التهمة التى نسبت إلى  صهره،عبد الحكيم عابدين،من تهمة التحرش بعضوات الجماعة،وتأرجح البنا بين الأحزاب السياسية ،واغراق الجماعة فى السياسة،ومهادنة حكومة صدقى،وعقد تحالفات مع الحكومة لاسقاط حزب الوفد".
توفى أحمد السكرى،رفيق البنا،وعدوه فى 27 مارس 1991.

عبد الرحمن سندى ..مهندس التنظيم الخاص فى عهد حسن البنا
 عبد الرحمن سندى..المتمرد
يقول عمر التلمسانى المرشد الثالث لجماعة الإخوان المسلمين عن التنظيم الخاص للجماعة:"أنشأت الجماعة هذا النظام،فى عام 1936 بهدف تحرير مصر من الاستعمار البريطانى،ثم انحرف عن الطريق".
هنا،تبزغ قصة عبد الرحمن السندى،الذى أوكل له حسن البنا،قيادة التنظيم الخاص أو الجناح العسكرى للاخوان المسلمين نظرا لانتقال محمود عبد العليم إلأى دمنهور،وكانت أول عمليات سندى،هى تفجير النادي البريطاني، الذي كان مكتظاً بضباط وجنود الجيش الإنجليزي ليلة عيد الميلاد، ولكن التفجير لم يخلف أي ضحايا.
ولد عبد الرحمن سندى فى المنيا عام 1918 وتوفى 1962،بمؤهل متوسط واعتلال فى صمامات القلب نتيجة حمى روماتيزمية،قاد سندى النظام العسكرى،فى عهد البنا،ثم تمرد على حسن الهضيبى،المرشد الثان للاخوان المسلمين،عندما قرر الأخير اعادة النظر فى النظام الخاص،واعفاء سندى من مهمة قيادته،موكلا إياه إلى أحمد حسنين،لكن السندى،أعلن تمرده على الهضيبى،وقام مع بعض انصاره باحتلال المركز العام للجماعة، وذهابه معهم إلى منزل الهضيبى وأساءتهم إليه، مما دفع هيئة مكتب الإرشاد والهيئة التأسيسية إلى اتخاذ قرار بفصل السندى وبعض من معه،وتعيين يوسف طلعت مكانه.
بعد عزله،قتل سيد فايز الذى كان عضوا فى النظام الخاص،ومباركا لفصل السندى،بعلبة حلوى مفخخة،تبعتها،تصفيات جسدية،لعدد من اعضاء النظام الخاص،نسبت إلى عبد الرحمن سندى ورفاقه المفصولين.
بدأ تمرد عبد الرحمن سندى-وفقا للتلمسانى-فى عهد حسن البنا،عندما قتل التنظيم الخاص تنفيذ عمليات،دون الرجوع إلى البنا،ويفسر عمر التلمسانى ذلك:انه السندى عندما شعر بطاعة وولاء النظام الخاص له،تملكه غرور القوة وشعر بانه ند لمرشد الجماعة ".
يقول عمر التلمسانى أن جمال عبد الناصر،نجح فى استمالة سندى بتعيينه فى شركة شل للبترول،وأثث له فيلا،ناسبا إلى سندى أنه ساعد عبد الناصر،فى التخلص من النظام،والتبليغ عن اعضائه.
أما أحمد عادل كمال،المؤرخ الاسلامى وأحد اعضاء النظام الخاص،فقد وصف عبد الرحمن سندى وصفا مغايرا فى حوار له مع إسلام أون لاين:
  "الحقيقة أنه كان رجل مخلصا، وكان متشبعا بفكرة النظام الخاص مما لا يسمح معه بكلام في أي مجال آخر ولا شك أنه كان له أخطاء، منها مثلا أنه لم يرجع للإمام البنا في قرار قتل الخازندار لكنه كان مؤمنا إيمانا لا حدود له بفرضية الجهاد في سبيل الله وحبب ذلك إلى قلبه فأفرغ ذلك الإيمان في النظام الخاص أخلص له كل الإخلاص كان يعشقه ويغار عليه وضحى في ذلك بكل غال وكان يربط كل تكليف بتوقيت وكان سؤاله التقليدي متى؟ ثم يتبع متى بلماذا؟ ومع أنه كانت له قبضة حديدية فإن قلبه كان قلب طفل ومع أنه كان مرهقا في متابعته فإنه كان عاطفيا لأبعد الحدود وكان عنيدا وكان مريضا بالقلب وكان الأطباء ينصحونه بالراحة لكنه كان لا يستجيب ويقول إذا قعدت مرضت وإذا تحركت شفيت".
نفذت عدد من الأعمال تحت قيادة عبد الرحمن سندى،من اغتيال النقراشى،ونسف المحلات اليهودية اثناء حرب فلسطين،ونسف شركة الإعلانات الشرقية،المملوكة للمستشار الخازندار،كما شارك فى حرب فلسطين وحرب القنال لاجلاء الأنجليزى سنة1948

محمد الغزالى فى شبابه

 الغزالى ..أديب الدعوة
فى عام 1945 كتب حسن البنا إلى محمد الغزالى :
أخى العزيز الشيخ محمد الغزالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد، قرأت مقالك (الإخوان المسلمون والأحزاب) في العدد الأخير من مجلة (الإخوان) فطربت لعبارته الجزلة ومعانيه الدقيقة وأدبه العف الرصين. هكذا يجب أن تكتبوا أيها الإخوان المسلمون.. اكتب دائماً وروح القدس يؤيدك، والله معك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أطلق بعدها البنا على الشيخ الغزالى لقب "أديب الدعوة".
كان الغزالى،لازال طالبا بالسنة الثالثة لكلية أصول الدين بالأزهر عندما بدأ فى نشر مقالاته،وظل حسن البنا يشجعه على الكتابة حتى تخرج ،لما لمسه فيه من الثقافة وحسن الأسلوب.
ظل الشيخ الغزالى يكتب بشكل دورى فى مجلة الإخوان المسلمين،وظل مندمجا مع الجماعة والقى القبض عليه بعد قرار النقراشى بحلها واعتقال عدد كبير من اعضائها،وظل الغزالى فى معتقل طور قرابة عام ليخرج فى عام 1949،ثم عاد وسجن بعد أن ترك الجماعة عام 1965 اثر التحقيقات مع سيد قطب.
عندما تولى المرشد الثانى للاخوان المستشار حسن الهضيبى،وقام الهضيبى بفصل الشيخ الغزالى من الجماعة اثناء فترة خلافه مع التنظيم السرى مع عبد الرحمن السندى،لرفض الشيخ الغزالى مبايعة الهضيبى.
وشهدت تلك الفترة أيضا فصل أحمد حسن الباقورى من الجماعة لقبوله منصب وزير الأوقاف،على عكس قرار الجماعة.
رد الغزالى بعدد من المقالات النارية التى اتهمت الهضيبى،بأن الماسونية العالمية نجحت فى زرع الهضيبى فى منصب المرشد العام،وهى المقالات التى اعتذر عنها الغزالى فيما بعد،فى كتابه "معالم الحق فى كفاحنا الاسلامى الحديث" وأقر بانه أخطا فى حق الهضيبى،لظنه ان البعض أوغر صدر الهضيبى تجاهه،وانهما اتفقا على أن يستمر الغزالى فى الدعوة الاسلامية وعفا الله عما سلف،لكنه لم ينضم من جديد للاخوان.
لكنه شارك المستشار  محمد مأمون الهضيبى المتحدث الرسمى للإخوان المسلمين وقتها فى مناظرة  كانت بينه ود.محمود عمارة والهضيبى من جانب وبين د.فرج فودة وحسن حنفى ومحمد خلف الله من حزب التجمع وكان موضوع المناظرة هل تكون مصر دولة إسلامية أو علمانية.وافتى الشيخ الغزالى فى محاكمة قاتل فرج فودة أنه" يجوز لأفراد الأمة اقامة الحدود عند تعطيلها، وإن كان هذا افتئاتا على حق 
السلطة..ولكن ليس عليه عقوبة، وهذا يعني أنه لا يجوز قتل من قتل فرج فودة".
أبو العلا ماضى

أبو العلا ماضى..رحلة البحث عن رخصة
عندما تقدم أبو العلا ماضى عضو جماعة الإخوان المسلمين وقتها بأوراق حزبه فى 6 يناير 1996 إلى لجنة شئون الأحزاب،والتى رفضها الموظف المسئول،وأجلها إلى 10 يناير،لم يكن يعلم انه سيحتاج إلى 15 عاما وثورة لاسقاط النظام ليتمكن من انشاء حزب الوسط،الذى كان من المفترض أن يكون حزبا لتمثيل الإخوان المسلمين.
ينتمى أبو العلا ماضى لجيل قيادات الحركة الطلابية فى السبعينات،وهو ما يمكن اعتباره ايضا الجيل الذى جدد شباب حركة الإخوان المسلمين،مستفيدا من الحرية التى منحها لهم السادات فى استقطاب الكوادر الاسلامية،مقابل الوقوف أمام تيار اليسار،كما حمل هذا الجيل ومن بينهم د.عبد المنعم أبو الفتوح،عدد من الأفكار التى يمكن اعتبارها تيارا اصلاحيا داخل الجماعة .
فكرة الحزب،ظلت مطاردة ومرفوضة من أمن الدولة والجماعة،ودفع أبو العلا ماضى ثمنها اعتقالا من قبل قوات الأمن،وتقديم استقالته من جماعة الاخوان المسلمين،التى رأت فى الحزب كما يقول الباحث عبد الرحيم على فى مقاله المنشور بالمصرى اليوم فى 2007: سحب صك الاعتدال من الجماعة، وهو الصك الذي ظل مملوكا لها لعقود طويلة في مواجهة جميع الحركات الإسلامية الأخري.
ووفقا أبو العلا ماضى الذى روى قصة تأسيس الحزب فى حوار نشرته جريدة الشروق فى 1 مارس 2011 أن بداية الضغط لتأسيس حزب بدأت عام 1989،عندما عرض أمر تأسيس حزب فى مجلس شورى الجماعة،الذى كان عضوا فيه فى ذلك الوقت،وشكلت لجنة ضمته مع د.عبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان،وسمى فى البداية حزب الاصلاح،سبقت تلك الفكرة فكرة أخرى فى عهد المرشد عام عمر التلمسانى لتأسيس حزب "الشورى" لتمثيل الجماعة بشكل قانونى،حيث كلف التلمسانى،وقتها عدد من القضاة والقانونين السابقين الذين لم يكونوا بالضرورة منتمين إلى الجماعة  لعمل مشروع الحزب.
وفى 1990 اعتبر مشروع "الشورى"  أساسا لبرنامج الحزب،وتم اختيار عبد المنعم أبو الفتوح وكيلا لمؤسسيه،لكن تعليق الشيخ عبد الله الخطيب عضو مكتب الارشاد بجماعة الإخوان المسلمين جاء صادما،معتبرا ان برنامج الحزب"شديد العلمانية" ولابد"من وضع الإسلام فيه".
تم اجهاض محاولات شباب الجماعة انشاء حزب "الاصلاح " أكثر  من مرة،وفكر ماضى عام 1995 فى تقديم استقالته لولا"اقناع أبو الفتوح له" وحملة الاعتقالات التى طالت الجماعة.
ثم كانت لحظة الحسم،عندما اجتمعت فى منزله مجموعة من شباب الجماعة،متخذين قرارا بانشاء الحزب سواء قبلت الجماعة أو رفضت.
بعد أن تقدم ماضى باوراق الحزب حاولت الجماعة عن طريق توسيط شخصيات كيوسف القرضاوى أن يتراجع ماضى عن فكرة الحزب وأن يقوم بسحب الأوراق وهو ما قوبل منه بالرفض،قام أمن الدولة باعتقاله ومع اثنين من مؤسسى الحزب :عصام حشيش ومجدى فاروق،كما قاموا بالقبض على مهدى عاكف،ومصطفى الغنيمى من غير المؤسسين بتهمة التحايل على الشرعية وتأسيس حزب سياسى،وأحيلوا إلى المحاكمة العسكرية بعد تغيير التوصيف إلى "محاولة تكوين تنظيم غير مشروع"،وحصل الثلاثة المؤسسين على البراءة فيما،حكم على 7 آخرين.
كانت الفكرة مربكة للجماعة أمن الدولة وقتها وهو الأمر الذى وصفه  عصام سلطان نائب رئيس الحزب:
"لم يكن الوسط بالمعنى السابق تمرداً على جماعة الإخوان فقط، ولكنه أيضاً كان تمرداً على قواعد اللعبة السياسية والأمنية، فحار بشأنه النظام الحاكم و الأجهزة الأمنية ، فقد اتهمونا فى بداية الأمرأننا أعددنا مع الإخوان خطة، للحصول على رخصة، ثم يدخل الإخوان بعد ذلك الحزب، ثم عادوا عن تلك النظرية لما وجدوه ولاحظوه وتنصتوا عليه فى اجتماعاتنا واجتماعات الإخوان من استفحال الخلاف والشقاق بيننا وبين الإخوان، فاتهمونا ثانياً بأننا لن نستطيع ضبط العلاقات الانسانية والأخوية بيننا وبين كثير من شباب الإخوان من جيل الوسط".
طلب المستشار مأمون الهضيبى مرشد جماعة الإخوان المسلمين فى ذلك الوقت من أعضاء الجماعة الاستقالة من الحزب،وتقدم بالفعل 46 عضوا بالاستقالة.
كما ضغط أمن الدولة على عدد من المؤسسين المسيحين لسحب توكيلاتهم.
فى 1998 عاد أبو العلا ماضى لتقديم أوراق الحزب  إلى محكمة الأحزاب،ثم قدموا الأوراق مرة أخرى بعد يومين من رفضهم في مايو ١٩٩٨ الي لجنة شؤون الأحزاب باسم «حزب الوسط المصري»، وتم رفضهم  وهو ما اعقبه  رفض آخر  من محكمة الأحزاب عام ١٩٩٩.
وفى 2004،تقدم حزب الوسط مرة أخرى بأوراقه،لتظل 3 سنوات كامل،لترفضه المحكمة بعد أن تغير قانون الأحزاب ليطلب ضم 1000 مؤسس بدلا من 50 مؤسسا.
وبعد 15 عاما فى 19 فبراير 2011 قضت دائرة شئون الأحزاب بالسماح بانشاء الحزب.
حرب التصريحات بين الإخوان المسلمين وحزب الوسط لم تهدأ،حتى الآن.
عبد المنعم أبو الفتوح فى مواجهة السادات وبجواره حمدين صباحى

 أبو الفتوح ..من السادات لطالب الطب  ومن الجماعة لطالب الرئاسة :الزم مكانك
متى تشكلت أسطورة أبو الفتوح؟
 مع السادات،طبعا.بجملته الشهيرة :الزم  مكانك والتى قالها للطالب  بكلية بطب القصر العينى،ورئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة عبد المنعم أبو الفتوح فى المناظرة الشهيرة،التى أعادها موقع يوتيوب إلى الحياة،وقال فيها للسادات أن من يعملون معه منافقين.
محمد حبيب النائب الأسبق للمرشد العام وصف أبو الفتوح بأنه العضو الوحيد الذى لم يقبل يد أى مرشد،وأنه كان "دينامو " الجماعة التى "حاولت ذبحه سياسيا بفصله منها،بعد مخالفته لها بقرار ترشحه للرئاسة".
كانت جماعة الإخوان المسلمين،قد أعلنت عقب الثورة انها لن تدفع بمرشح رئاسى،وهو القرار الذى لم يلتزم به أبو الفتوح الذى يرى "أنه يمارس حقه السياسى وفقا للائحة تنظيم الإخوان المسلمين"،الجماعة نفسها عادت وخالفت قرارها بالدفع بخيرت الشاطر للرئاسة.
محمد بديع المرشد العام للاخوان اصدر قرارا بفصل عبد المنعم أبو المفتوح،ووقتها رد أبو الفتوح :أنه واثق من أنه سيحصل على أصوات مكتب الإرشاد وصوت محمد بديع نفسه،والذى أكد فى حوار تليفزيونى أنه لن يصوت لأبو الفتوح.
بدأت علاقة عبد المنعم ابو المفتوح بالإخوان وهو طالب، وفقا لمذكراته التى حررها بالباحث فى الشئون الإسلامية :حسام تمام،ونشرت تحت عنوان:عبد المنعم أبو الفتوح شاهد على الحركة الإسلامية فى مصر.
كان الإخوان قد تابعوا باعجاب نشاطه  الملحوظ فى الدعوة،وتحويله اتحاد طلاب القصر العينى مع عصام العريان وحلمى  الجزار إلى ما سماه أبو الفتوح "معقل الحركات الاسلامية فى الجامعة،فى الفترة التى شهدت قيادات طلابية لمختلف التيارات اليسارية والناصرية كأحمد عبد الله رزة وعايدة سيف الدولة وحمدين صباحى،وهى الفترة التى وصفها أبو الفتوح "بالحرب فى ملعب مفتوح للجميع"،وتميزت بالعداء الفكرى بين "الحركة الإسلامية"وباقى التيارات من جهة.
وكان اول لقاء مباشر لأبو الفتوح –الذى تأثر بالشيخ محمد الغزالى ويوسف القرضاوى-بعضو من الإخوان فى عام 1974،وهو كمال السنانيرى الذى أرسل له من يطلبه فى لقاء،حرص السنانيرى على أن يكون سريا،فى محل أحذية يملكه عضو من الإخوان،حيث كان يخشى "أن يحدث أى ربط بين الجماعة الخصم التاريخى للنظام،والحركات الإسلامية الجديدة".
كان اللقاء عاطفيا كما وصفه أبو الفتوح فالرجل الذى قصى نصف حياته سجينا بسبب انتماؤه للاخوان،لازال يملك الشغف ذاته ليحدثه عن "قضية الإسلام والدعوة إلى الله".
كان حضور السنانيرى فى وعى الطالب أبو الفتوح "كحضور هؤلاء الذين نقرأ عنهم فى السيرة النبوية،وعذبوا  وأوذوا،وصبروا على البلاء فى سبيل تبليغ دعوة الله"،ثم تعددت لقاءاته بعد ذلك،بالقيادات التاريخية للاخوان"،وكانت عبارة عمر التلمسانى المرشد العام للاخوان فى ذلك الوقت "لا تأخذوا كلامى مسلما بها ..لكن اقتنعوا به أولا" على عقل الشاب،الذى نشأ على عبارة الطاعة للأمير.
بدأ أبو الفتوح ورفاقه فى دعوة قيادة الإخوان لعقد محاضرات وندوات فى الجامعة،مستغلين حضورهم الكبير بين الطلاب فى ذلك الوقت،وأثرت تلك اللقاءات على قرار انضمامه للجماعة كما قال فى مذكراته،وهو القرار  الذى بدأ أولا بالتواصل والتعاون ثم الانضمام سرا بناء على اتفاق مسبق مع الاخوان.
وكانت السرية "لأن السادات الذى سمح لهم بالعمل بحرية داخل الجامعات،كان سيبطش بهم لو علم ان هذا الكيان الضخم الهائل من شباب  الحركات الاسلامية قد اصبح تحت قيادة الإخوان".
بعد توقيع السادات معاهدة السلام فى عام 1979 انقضى شهر العسل بينهم وبين الحركة،فبدأوا فى شطب اعضاء الحركات الاسلامية من الترشح لاتحاد الطلبة،ثم صدر القرار الجمهورى رقم 265 لسنة 1979 بتجميد اللائحة الجديدة للاتحادات الطلابية المنتخبة واغلاق مقارها وحظر اجتماعاتها.
قبض على عبد المنعم أبو الفتوح ضمن اعتقالات سبتمبر،وساهم بعد خروجه عام 1982 مع عدد من شباب الإخوان على اعادة البناء الداخلى للجماعة،وهى المجموعة التى أطلق عليها "مكتب مصر" تمييزا لها عن التنظيمات القطرية للإخوان خارج مصر.
وهى المجموعة الى وضعت خطة تقسيم القطر المصرى إلى قطاعات،لتسهيل ترتيب المكاتب الإدارية للجماعة فى كل محافظات مصر،لضمان الفاعلية والكفاءة فى عمل الجماعة  وفى عام 1987 تبلور التنظيم وظهر بشكله الضخم،واستقر النظام الإدارى للجماعة .
الدور البارز  لأبو الفتوح الذى ظل عضوا فى مكتب الإرشاد من 1987 إلى 2009،وسجنه فى عهد مبارك فى عام 1996 خمس سنوات فى سجن العقرب ثم  عدة أشهر فى عام 2009لم يمنع الإخوان من فصله فى عام 2011 لأنه أحد الذين شقوا "عصا" الطاعة فى الجماعة.
محمد حبيب


 ولحبيب رواية أخرى
فى  26 يناير 2010 قبل عام من اندلاع ثورة مصر،فاز محمد بديع بمنصب المرشد العام للاخوان المسلمين،فى اول انتخابات علنية على هذا المنصب.
ودلل الإخوان بانتخاب المرشد العام،على ديمقراطية وشفافية الجماعة.
لكن صوت محمد حبيب نائب مهدى عاكف،المرشد الأسبق،كان يسير عكس التيار،فلم يحضر حبيب،حفل  تنصيب ومبايعة بديع،الذى عرف بانتماؤه المتشدد لمدرسة سيد قطب(القطبين).
وشكك حبيب الذى فقد مقعده للمرة الأولى منذ سنوات كعضو فى  مكتب الإرشاد مع عبد المنعم أبو الفتوح(التيار المعتدل والنافذ فى الجامعة) فى نتائج الانتخابات،قائلا:أنها تمت بالاختيار لا بالانتخاب.
استقال حبيب من منصبه كنائب أول لمرشد للجماعة،واحتفظ بعضويته فى مجلس الشورى القطرى.
وعقب ثورة 25 يناير،عاد للاختلاف مع مرشد الجماعة،بعد استقالة كل من عصام العريان وسعد الكتاتنى  ومحمد مرسى من عضوية مكتب الارشاد لتأسيس حزب الحرية والعدالة،يرى حبيب أنه وفقا للائحة ومع خلو مناصب المستقيلين الثلاثة كان عليهم تصعيده إلى مكتب الارشاد بدون انتخاب،لحصوله على 40% من الأصوات فى انتخابات 2009،والتى طالب فيها حبيب بلجنة تقصى حقائق لا تتبع مكتب الارشاد أو منصب شورى الجماعة،للتحقيق فى نتائج الانتخابات التى جاءت ببديع فى منصب المرشد العام.

قدم حبيب استقالته،وقام بتأسيس حزب النهضة.
لعب محمد حبيب دورا هاما اثناء وجوده فى منصب النائب الأول لمرشد الإخوان المسلمين،فى خلق تواصل فى بناء توافق بين تيار المعتدليين والانعزاليين وفقا لتعبير عمرو حمزاوى.

كمال الهلباوى

بعد الثورة ..استقالات بالجملة  ولعنة العسكر وعمر سليمان تطارد مكتب الارشاد
--------------------------------
شهدت جماعة الإخوان المسلمين بعد الثورة،أكبر حالة فصل واستقالات لأعضائها،نتيجة الخلاف فى الرؤى.
ابرز الأسباب التى اوردها المستقيلين كانت بسبب دعم المجلس العسكرى،ضد الثورة،فضلا عن اتهامات بالتفاوض مع عمر سليمان اثناء الثورة لاخلاء الميدان من اعضاء الجماعة مقابل السماح بانشاء حزب وجمعية،فضلا عن عدم نظر الطعون المقدمة فى انتخابات مكتب الارشاد فى 2009.
ومؤخرا نشرت جريدة الحرية والعدالة الناطقة باسم الحزب بيانا باسماء اعضائها المفصولين على مدار 80 عاما،فصلوا من الجماعة موضحين اسباب فصلهم،وهو ملخصته الجماعة بخروجهم على ما اقره مجلس شورى الجماعة موضحة ان حالات الفصل كانت محدودة وان الغرض منها الحفاظ على "كيان الجماعة"،وذلك بعد تزايد حالات نشر عدد من اعضائها،استقالات مكتوبة ومسببة تتلقفها الكتب سريعا،وآخرها استقالة على الهواء من كمال الهلباوى عضو الاخوان المسلمين.
كان اللافت هو أن من المفصولين عدد من القيادات التاريخية للحزب،كعبد المنعم أبو الفتوح لترشحه للرئاسة  وأبو العلا  ماضى لتأسيسه حزب الوطن  ومحمد حبيب وابراهيم الزعفرانى لتشكيكه فى انتخابات المرشد العام،كما تم فصل مدعمى حملة ترشح أبو الفتوح،و10 من شباب الاخوان الذين خالفوا قرار الجماعة بعدم الانضمام أى حزب سوى الحرية والعدالة وقاموا بتأسيس حزب التيار المصرى،من بينهم:اسلام لطفى،وعبد الرحمن خليل.
كانت آخر حالة استقالة من الحزب لكمال الهلباوى المتحدث السابق باسم جماعة الاخوان فى اوروبا وأحد قياديى الإخوان السابقين ،الذى أعلن استقالته على الهواء فى برنامج العاشرة مساء،بعد أن دفعت الجماعة بخيرت الشاطر رغم تصريحها فى ابريل الماضى انها لن تدفع بمرشح رئاسى ،واعرب الهلباوى فى البرنامج عن حزنه للأداء "االمتخبط لقيادات الاخوان  وسعيها للسلطة بشكل لا يختلف مع أداء الحزب الوطنى السابق،وفصلها للدكتور عبد المنعم ابو الفتوح عندما اعلن ترشحه للرئاسة،مؤكدا وجود صفقات مستمرة وعدم شفافية،وان المجلس العسكرى لو لم يكن موافقا على ترشيح الشاطر لما رفع الحظر عنه.
ورد محمود غزلان عضو مكتب الارشاد :أن استقالة الهلباوى مجرد فرقعة اعلامية،وان المتحدث الرسمى السابق للإخوان المسلمين فى اوروبا لا ينتمى لتنظيم الاخوان.
استقالة الهلباوى،سبقتها استقالات كثيرة مسببة،ومكتوبة،وعلى عكس الأداء السرى للجماعة طيلة 80 عاما،كان الاعلام واحدة من وسائل النشر العلنى لتلك الاستقالات.
ففى ابريل 2011 نشرت الصحف نص استقالة ابراهيم الزعفرانى،أحد قيادات الاخوان فى الإسكندرية،وعضو شورى الجماعة،والذى خدم الجماعة أكثر من 45 عاما وفق لنص الاستقالة التى قدمها إلى المرشد العام محمد بديع والتى جاء فيها:
قد عشت داخل تنظيم الاخوان،45 عاما،اظن انى كنت ثابتا فيها كغيرى من الاخوان الكرام،حتى كانت أوائل سنة 2010،حيث أجريت انتخابات مكتب الارشاد والمرشد العام،وكان لى اعتراضات على اللائحة،وضرورة تطويرهاوكذلك مذكرة فيما جرى فى الانتخابات ومر عام وأكثر ولم يحدث تطوير ولم اتسلم ردا على مذكرتى".
واضاف الزعفرانى"انه بعد ثورة 25 يناير لم أرى تغييرا حقيقيا وظهرت دلائل هى فى نظرى لا توحى بفصل الحزب عن العمل الدعوى والتربوى والاجتماعى بعد أن قام مكتب الشورى بتعيين وكيل مؤسسى الحزب،مما يعنى تبعيته لتنظيم الاخوان المسلمين"
وعن قرار الجماعة بعدم اشتراك اعضائها فى اى أحزاب أخرى غير حزب الحرية والعدالة،يرى القيادى السابق بالأخوان بأن ذلك يعد:"حرمانا لأفراد الأخوان من الاندماج فى المجتمع".
استقالة الزعفرانى سبقتها استقالة أخرى مسبب من القيادى بجماعة الاخوان بالإسكندرية ومدير مركز ضحايا لحقوق الانسان هيثم  ابو خليل فى 31 مارس 2011،وحملت الاستقالة 12 سببا للاستقالة أبرزها التفاوض مع عمر سليمان أثناء الثورة ،يقول أبو خليل فى نص استقالته:" استقيل لاعتراضى علي عدم اتخاذ إجراء صارم وحاسم ضد أعضاء من مكتب الإرشاد ذهبوا إلي لقاء سري علي إنفراد بينهم وبين اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق أيام الثورة..وهو لقاء أخر غير اللقاء المعلن والذي حضره الكثير من القوي الوطنية هذا اللقاء الذي خصهم فيه سليمان بالتفاوض من اجل إنهاء المشاركة في الثورة مقابل حزب وجمعية ..وكنت أتمني بدل من أن يثور مجلس الشوري العام عليهم فور علمه أن يقيل مكتب الإرشاد بأكمله والذي أقسم أفراده علي عدم البوح بهذه المصيبة".
كما اتهم القيادى السابق الجماعة بالتفاوض مع أمن الدولة فى 2005 على السماح للجماعة بالفوز بعدد من مقاعد البرلمان مقابل نسبة معقولة من التزوير.
وكان هيثم أبو خليل قد تعرض قبل الاستقالة لأزمة مع الجماعة استمرت لمدة عام أوردها فى نص الاستقالة"للتعامل معىب تعسف مذهل فبعد الإيقاف شهر بتهمة التعاطي مع الإعلام وهز الثقة والنيل من القيادات قام المكتب الإداري بتغليظ العقوبة ثلاثة أشهر ثم يرفض رفع الإيقاف رغم مرور أكثر من عام حتي الآن ".
وأشار مدير مركز ضحايا فى اسباب الاستقالة إلى "تجاهل الطعن الذى تقدم به ابراهيم الزعفرانى فى نتائج انتخابات مكتب ارشاد الجماعة".
وكان الشيخ محمد رسعيد عبد البر القيادي بجماعة الإخوان المسلمين،قد تقدم باستقالة قبل استقالة أبو خليل بعشرين يوما،بسبب "انفصال الجماعة عن النسيج الوطنى"و "انتشار الفكر الوهابى والقطبى بين القيادات ورفضها للنقد الداخلى".كما ان الجماعة وتتسارع لدعم العسكر وتحرص على إيقاف الحالة الثورية " واتهم  الجماعة بأنها تقسو على الأفراد وتشهر في وجوههم سيف السمع والطاعة" داعيا" لتأسيس جماعة أخرى".
واستشهد عبد البر في استقالته بما جرى مع الدكتور إبراهيم الزعفراني عندما تقدم بمذكرة تحمل 30 تحفظا على الانتخابات الداخلية لمجلس شورى الإخوان , ولكن أحدا لم يلتفت إلى هذه التحفظات , بالإضافة إلى حالة التخبط في التصريحات والتي كان منها نفى الجماعة أن يكون هنا اى تنسيق بين الأمن والإخوان في انتخابات 2005 , وذلك ما كذبه المرشد العام السابق والذي أكد انه كان هناك تنسيقا بين الجانبين.
وأورد عبد البر فى استقالته،وجود مخالفات مالية بحق قيادات الاخوان"

 نشر بالفعل أن هناك انحرافات مالية في نادي أعضاء هيئة التدريس جامعة القاهرة منسوبة لرئيس النادي , وهو من الإخوان , وأحيل الموضوع للدكتور فتحي لاشين للتحقيق الداخلي فيه وكتب الدكتور تقريرا ذكر فيه ما يراه من الحق في المسألة، وتم إخفاء هذا التقرير بل ومعاقبة من أعلن عن هذه الوقائع وهو فرد من الإخوان في قطاع وسط الجيزة وأستاذ في الاقتصاد، ورغم نشر الموضوع إعلاميا ومعرفة الرأي العام به إلا أن القيادة لم تحرك ساكنا في الكشف عن وجه الحق فيه داخليا ولا إعلاميا , ونشر بالفعل أن هناك إشكالا ماليا يتعلق بملكية مدرسة بالإسكندرية ونسب لأحد أعضاء مكتب الإرشاد التورط فيه وأنه يرفض الإقرار للجماعة بملكية المدرسة مساوما على معاش لا يستحقه له ولأفراد أسرته، ولم تحرك الجماعة ساكنا في الرد على هذا"
وكان محمد سعيد عبد البر قد عمل أكثر من 22 عاما داخل صفوف الجماعة،وهى نفس المدة تقريبا التى
قضاها القيادى هيثم أبو خليل.

نشرت فى المصرى اليوم يوم 8 إبريل 2012 

No comments:

Post a Comment