Wednesday, March 7, 2012

ألم أقص الحكاية بعد؟

إلى ابنى مازن
يامازن
 طبعا  هناك حكايات لا أعرفها.كنت أقص الحكايات قبل أن تولد،بعضها طفولى وساذج(تناسبك إذن)وبعضها يدعى العمق لكنه يظل طفولى وساذج لكن (لا أعلم إن كان سيناسبك).)
لكن قص الحكايات،مهارة ليست دائما فى اليد،فهى أحيانا غزيرة كالمطر وأحيانا شحيحة كال..(كنت سأقول كالعدل ولكنه كيتش يصلح لملاك متقاعد..ولا يصلح لأب يهذى..دعنا نقول "أنها تكون أحيانا شحيحة كال..خخخخخخ)..شحيحة وكفى.
لكن ثمة حكاية،دائما هناك واحدة،تتفرع منها الحكايات.
لكن علينا أن نجدها أولا لنغرق الدنيا بالحكايات.
تقول الأسطورة أن من يملك حكاية ولا يقصها على الآخرين،يظل معذبا بها كذنب،تطارده كلعنة،وتحيل حياته إلى قطعة من الجحيم.
لذا حياتى فى جحيم،فانا املك حكاية،تلك التى تتفرع منها الحكايات،لكن ما ان ابدأ فى قصها حتى يهزمنى النسيان والكسل وشواغل الدنيا.
انا احبك،ولا أكره الاستطراد.
لو كبرت وغويت الكتابة،سيخبرونك أن عليك ألا تستطرد،أن تحذف الجمل الهائشة،وأن تقص الأغصان الميتة،فيما تكتب..لكن غالبا أنا انظر لذلك بسخرية،واشخر،فغالبا قوانين الزمن اقوى من قداسة من يعلموننا الكتابة،ما يرفض اليوم،يصير هو القاعدة غدا،والأشياء التى تتحول إلى قاعدة،لا أملك حيالها سوى حل واحد :الطرطرة.

الحكاية تحب الاستطراد،الرغى الزائد،تعشق الزبد الساقط من فم مجنون،الهذيان
أمك تكره الألفاظ البذيئة،لكنى سأعلمك إياها،يعلم الله أن تلك الشخرات والأحات واللعن بالميتين،قد أعانتنى على الحياة،وغضبى المكتوم تجاهها.
ليس بامكانى قتل الحنش الذى يعتصر الحياة،لكنى فى حياة سابقة كنت املك قوى بلا حصر تخضع الممالك ولا تقتل النمل،كنت سوبر مان قادم من كوكب كريبتون،لكن كان على أن اسلم قواى الخارقة كقربان،لأنجبك.
لكنى لست بغاضب،أبدا.
ألم أقص الحكاية بعد؟:ثمة رجل شفاف وأبيض،مطرز بالياسمين،معبىء بالصفاء
إذا كبرت ورأيت هذا الرجل،اقطع رأسه،ابصق عليه،اجعله عبرة للعالمين،
انه محض هراء،يمكنك تعليبه كالتونة،يمكنك طهيه،اثناءه عن كل شىء،وارغامه على الانحناء.
انه كابوس متحرك على عجل،لا يرى أحد أن الجذام يحيطه،ويأكل روحه،بعد أن يعلقها من عرقوبها.
لى أحلام بالطبع،مؤجلة.
لذا قبل ولادتك كنت أجد اللذة فى محلات الكشرى..فالأكلات السريعة تناسبنى..
كنت اقول:لو قامت القيامة غدا سأشخر،قائمة أحلامى لم ينفذ منها بندها الأهم..اصطياد صورة للعالم من فوق فوهة بركان.
فالوقت ضيق والعالم يقترب من تدمير ذاته.
كنت مغرورا وأحمق،عندما فعلت هذا..ولم انتبه للكرش المتصاعد.

ألم اقص الحكاية بعد؟

العالم فى الأغلب،عنصرى وتافه،فلا تأخذ شيئا على محمل الجد

No comments:

Post a Comment