Thursday, March 15, 2012

رقصة اللوز


تخيل
 ان الحياه قالتلك .. خمس دقايق بس ..هشترى عقد الفل بتاع كل يوم .. وراجعة

 تخيل ..
 ان خمس دقايق فاتت ..عشره .. ساعه .. يوم .. شهر .. سنه .. ويمكن سنين والحياة مارجعتش
.. فابتديت تقلق !!
وسبت كل اللى فى ايديك .. من خفة وتقل و دم و طموح و أحزان هشة و نزلت تدور عليها .. وانت قلبك بيفط من القلق والجوع .
وفجأة ..
قبل ما توصل حتى اخر الشارع .. برق عدى فى دماغك .. وسابلك ورقة مطوية زى البخت اللى فى حمص السبوع .. كان مكتوب فيها"رقصة اللوز .. يا فرد يا جوز .. النصيب كرسى .. عشانك محجوز" ..
خمس دقايق بس .. كنت محتاجهم عشان تفكر ان الجملة فى منتهى السخف .. تخيل .. ان الخمس دقايق دول .. ما جوش ..
فابتدت جملة رقصة اللوز يبقالها سحر عجيب .. قدر ياخدك تحت باطه .. وينسيك حكاية الحياة .. اللى فى الغالب هربت .. ويا بياع الفل ..
الجميل فى الحكاية انك حسيت ساعتها ان ضهرك خفيف .. وانك خلصت من عركة الحسابات .. بس انت حقيقى مش عارف هى ايه رقصة اللوز .. جايز تكون أول شئ خسرته فى أول خطوة ليك ع الأرض .. بس انت دلوقتى حاسس انها مافارقتكش ابدا .. وانها أقرب من رجليك .. لرجليك .. بس هى غشاوة ملايين سنين ملكش ذنب فيها ..
حلو ..
يبقى انت دلوقتى عركتك مع اتنين .. أولهم : السنين .. عشان دايما بتكره الرقص .. وتانيهم : الحقيقة .. عشان دايما متيمة بحد غايب
.. فابتديت تقرا كتير عن جغرافيا الرقص .. وتاريخ كل خطوة كان بيحاول فيها الانسان يضحك على المغناطيس اللى فى الارض .. وابتديت تراقب خطوة كل حاجة .. البنات .. العواجيز
الطيور .. المجاذيب .. الحشرات .. و ورق الشجر .. العيال .. كل حاجه .. حتى الوز اللى فى سطوح جدتك .
شويه .. والايقاع كمان بدأت تلمحه ..دخول النفس وخروجه .. دقة القلب .. دبة الكعب العالى .. وشوشة القطر للطريق ..نقط المية.. تكة  عقرب الساعة وهو بيعض الوقت ..
حلو !!!
يبقى تانى اكتشاف ان لكل حى رقصته ..اللى لو عرفها .. هيعرف روحه .. جملة حلوة قوى .. ان لكل حى رقصته !! ..
 هيتهيألك ان دى الحكمة ذاتها .. لدرجه انك هتحس ان فيه ريش ابتدا يزهَر على كتافك .. دلوقتى .. انت وصلت لحكمة الرقصة .. بس موصلتش للرقصة .. رقصتك .. اللى قلت ان اسمها رقصة اللوز .. المسأله اتكعبلت خالص .. حاول تفك الخيوط اللى فاتت لوحدك .. عشان أنا زهقت من الكلام وما عدتش شايف ..

دلوقتى انت قدام طريقين .. يا تكمل جريك ورا الرقصة يا تكمل جريك ورا حكمه الرقصه .. مش هتفكر كتير .. هتنسى الرقصه وتختار الحكمة .. لأنها هتحسسك انك نبى صغير .. على كتفه جبل اسمه الايمان وعلى ضهره مربوط جوقة مؤمنين ..
يا نهااااااار .. دى الحكايه اتكعبلت فعلا .. بعد ما كانت رقصة اللوز هى اللى ليها سحر عجيب .. بقى كلامك عنها هو السحر ذاته .. قادر ياخد الناس تحت باطه .... وينسيهم حكاية الحياة .. اللى فى الغالب هربت منهم ويا بياع الفل ..
انت دلوقتى مش عارف .. ان كنت سعيد بحكايه النبوه دى ولا لأ .. بس اللى حاسه ان حركتك بطيئه .. وانك ابتديت تتعب ..فجأه .. هيبقى نفسك تقع من طولك .. وترتاح .. بس لا هتعرف .. ولا هترتاح .. لأن دلوقتى .. بقى فيه مخادع .. ومخدوعين .. وخدعة .. والتلاته مش هيلاقوا حاجه يعتذروا بيها لبعض .. غير ان اليقين هو اخر شئ ممكن نشتريه م العالم ..
المصيبه ان حتى فى دى .. هيتهيألكوا انها الحكمه ذاتها .. هتبيعوها
.. وتشتروا يافطه كبيره .. مكتوب فيها"يا حيااااااااه .. بغض النظر عن حكاية الكرامة .. ان كنتى زهقتى من بياع الفل .. ارجعى" ..
تخيل ..
ان الحياة فعلا كانت زهقت من بياع الفل .. وانها هترجع ..
تخيل ..
انك واعدتها عند محطه القطر .. فخلعت خرقة الزهاد ..وحلقت دقنك اللى طولت من الحكمه .. ولبست أجمل هدومك ونزلت تقابلها .. خمس دقايق بس وتوصـلَـها ..
تخيل .. ان الخمس دقايق دول .. ماجوش .. !! عشان برق عدى فى دماغك وسابلك ورقه مطويه كان مكتوب فيها"رقصه اللوز ..ممكن أصلا ماتكونش رقصه !!"
هتتسمر شويه فى مكانك وتموت على روحك م الضحك على كل الوقت اللى ضيعته ..


انت دلوقتى واقف على محطه القطر ..والحياه واقفه على الرصيف .. وانت واقف على الرصيف التانى .. هتبصوا لبعض بصه ..انتو الاتنين بس اللى فاهمينها .. و ببساطه شديده .. هتسيبها تهرب ويا شيال المحطه .. أما انت .... هتروح تدور على رقصة اللوز .. بس المره دى .. فى اتجاه تانى !!

من ديوان ديكورات بسيطة
2007


No comments:

Post a Comment